كانت ولادته سنة ٥٠٦، وتوفي بمرو سنة ٥٦٢.
وكان أبوه إمامًا فاضلًا، محدثًا حافظًا، فقيهًا شافعيًا، وله "الإملاء" الذي لم يسبق مثله، تكلم على المتون والأسانيد، وأبان مشكلاتها.
وكان جده المنصور إمام عصره بلا مدافعة، أقر له بذلك الموافق والمخالف، وكان حنفي المذهب، فحج في سنة ٤٦٢، وظهر له بالحجاز مقتضى انتقاله إلى مذهب الإمام الشافعي، فلما عاد إلى مرو، لقي بسبب انتقاله محنًا وتعصبًا شديدًا، فصبر على ذلك، وصار إمامَ الشافعية بعد ذلك، يدرِّس ويفتي، وجمع في الحديث ألف حديث عن مائة شيخ، وتكلم عليها فأحسن، وله وعظ مشهور بالجودة.
توفي سنة ٤٨٩ بمرو، ومولده سنة ٤٢٦. وسمعان: بطن من تميم.
وكان لأبي سعد عبد الكريم ولدٌ يقال له أبو المظفر عبدُ الرحيم، بكر به والدُه في سماع الحديث، وطاف في بلاد خراسان وما وراء النهر، وأسمعه الحديث، وحصل له النسخ، وجمع له معجمًا لمشايخه في ثمانية عشر جزءًا، وعوالي في مجلدين ضخمين، وحدَّث بالكثير، ورحل إليه الطلاب، وكان محترمًا في بلاده.
مولده سنة سبع وثلاثين وخمس مئة بنيسابور، وتوفي بمرو ما بين سنة أربع عشرة وست مئة - رحمه الله تعالى -.
٥١ - أبو بكر عبد الرزاق بن همام بن نافع الصنعاني، مولى حمير
قال أبو سعد السمعاني: قيل: ما رحل الناس إلى أحد بعدَ رسول اللَّه ﷺ مثلَ ما رحلوا إليه، ويروي عن معمر بن راشد الأسدي مولاهم البصري، والأوزاعي، وابن جريح، وغيرهم.
وروى عنه: أئمة الإسلام في زمانه.
مثهم: سفيانُ بن عيينة، وهو من شيوخه، وأحمدُ بن حنبل، ويحيى بن مَعين، وغيرهم.
1 / 64