الوعظ، مليح الإشارة. قال أبو الفتح محمد بن محمد الفراوي: كان أبو القاسم القشيري كثيرًا ما ينشد لبعضهم؛ وهذان البيتان لذي القرنين بن حمدان.
لو كنتَ ساعةَ بَيْنِنا ما بيننا ... وشهدْتَ كيف نكرِّرُ التَّوديعا
أيقنتَ أنَّ من الدموع محدِّثًا ... وعلمت أن من الحديث دموعا
ولد في سنة ٣٧٦، وتوفي يوم الأحد قبل طلوع الشمس سادس عشر ربيع الأول سنة ٤٦٥ بمدينة نيسابور، ودفن بالمدرسة تحت قبر شيخه أبي على الدقاق.
وكان ولده أبو نصر، عبد الرحيم إمامًا كبيرًا أشبهَ أباه في علومه ومجالسه، ورأيت له في بعض المجاميع هذه الأبيات، وذكرها السمعاني في الذيل أيضًا:
القلبُ نحوَكَ نازعُ ... والدَّهرُ فيكَ منازِعُ
جرتِ القضيةُ بالنوى ... ما للقضية وازِعُ
الله يعلمُ أنني ... لفراقِ وجهِكَ جازعُ
توفي سنة ٥١٤ بنيسابور - رحمه الله تعالى -
٥٠ - تاج الاسلام، أبو سعد، ويقال: أبو سعيد، عبد الكريم بن أبي بكر، محمدِ بن أبي المظفر، منصور بن محمد التميميُّ السمعانيُّ المروزيُّ، الفقيه الشافعي الحافظ
ذكره الشيخ عز الدين أبو الحسن عليُّ بن الأثير الجزريُّ، في أول "مختصره"، فقال: كان أبو سعد واسطة عِقد البيت السمعاني، وعينَهم الباصرة، ويدهم الناصرة، وإليه انتهت رئاستهم، وبه كملت سيادتهم.
رحل في طلب العلم والحديث إلى شرق الأرض وغربها، وشمالها وجنوبها، وسافر إلى ما وراء النهر، وسائر بلاد خراسان عدةَ دفعات، ولقي العلماء، وأخذ عنهم، وجالسهم، وروى عنهم، واقتدى بأفعالهم الجميلة، وآثارهم الحميدة، وكان عدة شيوخه تزيد على أربعة آلاف شيخ، وصنف التصانيف الحسنة الغزيرة الفائدة.
1 / 63