قال الإمام أحمد ﵀: "الدال اللَّه، والدليل القرآن، والمبين الرسول، والمستدل أولو العلم، هذه قواعد الإسلام" (١).
والمستدَلُّ به: ما يوجب الحكم، والمستدَلُّ عليه: الحكم في أصحها، والمستدَلُّ له: الخصم، وقيل: الحكم (٢). وتأتي الدلالة والاستدلال والمدلول.
والنظر هنا: فكر يُطلب به علم أو ظن.
والإدراكُ بلا حكمٍ تصورٌ، وبحكمٍ تصديقٌ.
فصل
العلم يُحَدُّ عند أصحابنا والأكثر (٣)؛ ففي الإرشاد: معرفةُ الشيء، وفي العُدَّة، والتمهيد، والبَاقِلَّاني (٤): معرفةُ المعلوم، وفي الواضح: إدراكُ الأمور بحقائقها، وأصحُّها ما في المقنع وغيره: صفةٌ يميَّز المتصف بها تمييزًا جازمًا مطابقًا، فلا يدخل إدراك الحواس، خلافًا للأشعري (٥)، وجمع.
_________
(١) انظر: المرجع السابق (١/ ١٩).
(٢) انظر: أصول ابن مفلح (١/ ٢٣).
(٣) انظر: المرجع السابق (١/ ٢٤).
(٤) هو: أبو بكر محمد بن الطيب بن محمد بن جعفر، المعروف بالقاضي البَاقِلَّاني البصري ثم البغدادي المالكي، انتهت إليه رياسة المالكية، ونصر مذهب الأشعري حتى سمي بأبي بكر الأشعري، ولد في سنة (٣٣٨ هـ)، وتوفي في سنة (٤٠٣ هـ). من مؤلفاته: "إعجاز القرآن"، و"التقريب والإرشاد"، و"الإنصاف"، و"التمهيد" في أصول الفقه. راجع ترجمته في: وفيات الأعيان (٤/ ٢٦٩ - ٢٧٠)، سير أعلام النبلاء (١٧/ ١٩٠ - ١٩٣)، شذرات الذهب (٢/ ١٦٨ - ١٧٠).
(٥) هو: أبو الحسن، علي بن إسماعيل بن إسحاق بن سالم الأشعري اليماني البصري الشافعي، من نسل أبي موسى الأشعري صاحب رسول اللَّه ﷺ، إمام المتكلمين، وناصر السنة، ومصحح عقيدة المسلمين، وإليه تنسب العقيدة الأشعرية، كان آية في الذكاء وقوة الفهم، مولده سنة (٢٦٠ هـ)، ووفاته سنة (٣٣٠ هـ). من مؤلفاته: الإبانة في أصول الديانة، واللمع في الرد على أهل البدع، =
1 / 63