[33] قال ابو حامد
الوجه الثانى
فى ابطال كون العالم فعلا الله سبحانه على اصلهم بشرط فى الفعل وهو ان الفعل عبارة عن الاحداث والعالم عندهم قديم وليس بحادث ومعنى الفعل اخراج الشىء من العدم الى الوجود باحداثه وذلك لا يتصور فى القديم اذ الموجود لا يمكن ايجاده فاذا شرط الفعل ان يكون حادثا والعالم قديم عندهم فكيف يكون فعلا الله تعالى
[34] قلت اما ان كان العالم قديما بذاته وموجودا لا من حيث هو متحرك لان كل حركة مؤلفة من اجزاء حادثة فليس له فاعل أصلا واما ان كان قديما بمعنى انه فى حدوث دائم وانه ليس لحدوثه أول ولا منتهى فان الذى افاد الحدوث الدائم أحق باسم الاحداث من الذى افاد الاحداث المنقطع وعلى هذه الجهة فالعالم محدث الله سبحانه واسم الحدوث به أولى من اسم القدم وانما سمت الحكماء العالم قديما تحفظا من المحدث الذى هو من شىء وفى زمان وبعد العدم
Halaman 162