ويدل عليه ما روي أنه (عليه السلام) لما أتاه اليهود تلا عليهم (ألم) البقرة، فحسبوا وقالوا: كيف ندخل في دين مدته إحدى وسبعون سنة؟ فتبسم رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقالوا: وهل غيره؟ فقال: المص والر والمر. فقالوا: خلطت علينا فلا ندري بأيها نأخذ؟! (1).
فإن تلاوته إياها بهذا الترتيب وتقريرهم على استنباطهم دليل على ذلك.
وقيل: يمكن حمله على الإشارة بصورها الكتابية الرقمية إلى معان أخر، كما يشيرون بالألف إلى الوجود النازل من علو غيب الاطلاق إلى مراتب التقييد من غير انعطاف. وباللام إليه مع انعطاف من غير أن يتم دائرته، وبالميم إلى تمام دائرته، فيعم مراتب الوجود.
ويمكن أن يجعل تلك الحروف إشارة إلى كلمات هي منها اقتصر عليها، فالألف آلاء الله، واللام لطفه، والميم ملكه.
وروي أن (ألم) معناه أنا الله أعلم (2).
وأن الألف من الله، واللام من جبرئيل، والميم من محمد، أي القرآن منزل من الله على لسان جبرئيل إلى محمد (صلى الله عليه وآله) (3).
وقال الصادق (عليه السلام): الألف حرف من حروف قولك: (الله) دل بالألف على قولك: (الله)، ودل باللام على قولك: (الملك العظيم القاهر للخلق أجمعين)، ودل بالميم على أنه (المجيد المحمود في كل أفعاله) (4).
وروى علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن جميل بن صالح،
Halaman 74