Tafsir Bayan Kebahagiaan
تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة
Genre-genre
{ يريد الله أن يخفف عنكم } بتشريع المتعة وترخيص نكاح الاماء حتى لا يثقل عليكم العزوبة، وفى الآية تعريض بمن يمنع عن المتعة وانه من الذين يتبعون الشهوات ويرد اخراجكم من سنن الانبياء وان يثقل عليكم العزوبة حتى تدخلوا فى الزنا { وخلق الإنسان ضعيفا } فلا يمكنه مقاومة الشهوة والصبر عنها حتى يدخل فيما يضره من الزنا ولذا رخص له المتعة ونكاح الاماء وقت خوف العنت ورجح له التعفف عن الاماء مع الامكان حتى لا يجانسهن بالمضاجعة لضعفه.
[4.29]
تحقيق تعميم الاكل والبطلان
{ يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل } تأديب فى الاموال والانفس.
اعلم ان الالفاظ كما سبق موضوعة للحقائق باعتبار عناوينها المرسلة من غير اعتبار خصوصية من خصوصيات المصاديق فيها كلية كانت ام جزئية، فان لفظة زيد مثلا موضوعة للذات المخصوصة من غير اعتبار حالة وخصوصية من حالاتها وخصوصياتها، فانه فى حال الصبا زيد وفى حال الشيخوخة ايضا زيد وكذا بحسب تجسمه وتجرده فانه فى حال كونه مع المادة زيد وفى حال كونه فارغا من المادة زيد متقدرا زيد ومجردا عن التقدر زيد، فلا شيء من خصوصيات الاحوال ولا من خصوصيات النشئات معتبرا فى وضعه ولا فى اطلاقه، واستغراب من لا يتجاوز ادراكه عن عوالم الحس وحصرهم المفاهيم على المصاديق الحسية حجة لهم لا لنا، فانهم بحسب نشأتهم لا يدركون مصاديق سائر النشئات فلا يمكنهم تعميم المفاهيم وفى الاخبار نصوص واشارات الى ما ذكرنا، بصرنا الله تعالى بها. فالاكل غير معتبر فيه خصوصيات الاكل الحيوانى من ادخال شيء فى الفم الحسى ومضغه بالاسنان وبلعه وادخاله فى البطن ولا خصوصيات الاكل ولا خصوصيات المأكول ولا خصوصيات شيء من النشئات فهو اسم لفعل ما به قوام الفاعل وقوته وازدياده باى نحو كان وفى اى نشأة وقع فلعب الاطفال أكل لهم بحسب اكل هو الخيال الحيوانى اللعبى، وتجارة التجار وزراعة الزراع ونكاح النكاح أكل لهم بحسب قوة من قواهم بل فعل كل فاعل فى اى نشأة كان أكل له، والمال اسم للمملوك فكلما كان الملك فيه اقوى كان بصدق اسم المال اولى، فالاعراض الدنيوية التى لا حيثية مملوكية لها الا ما اعتبره الشارع او ما اعتبره العرف حيث يعدون ما تحت يد الرجل ماله ومملوكه مال والقوى النفسانية التى تحت تصرف النفس ولا حيثية لها الا حيثية المملوكية للنفس اولى بصدق المال، وكذا العلوم والصنائع التى صارت ملكة او غير ملكة لكن كانت ثابتة فى خزانة العقل مال، والخطاب فى بينكم لجماعة الذكور سواء كانوا فى العالم الكبير او فى العالم الصغير الانسانى فى نشأة الطبع او فى غيرها والنساء مرادة ايضا تغليبا، والباطل يقال لفعل لا غاية له او لا غاية عقلانية او عرفية له، ولفعل لم يصل الى غايته، ولسنة وطريقة لم تبتن على اساس مستحكم، ولسنة لم تبتن على اساس آلهى، ويقال لما لا حقيقة له اصلا كالاعدام، ولما لا حقيقة له فى نفس الامر كالسراب، ولما لا تحقق له بالذات بل بالعرض كالماهيات، ولما لا تحقق له بنفسه بل بالعلة كالوجودات الامكانية، ولما اختفى تحققه بحيث يكون الغالب عليه الاعدام كالملكوت السفلى فانها باطلة لغلبة الاعدام عليها وان كان يصدق عليها ايضا بسائر معانيه، فالآية الشريفة بحسب مصاديقها لها وجوه عديدة بعضها فوق بعض: فاول مصاديقها ما هو اقرب الى فهم العوام من الاكل المعروف بالمضغ والبلع ومعناها لا تأكلوا بالمضغ اعراضكم الدنيوية بينكم بالطريق الباطل الذى لم يسنه الشارع ولم يبحه، او بالمبدء الباطل الذى هو النفس والشيطان فان الحاكم والمحرك للفعل اما النفس والشيطان او العقل والرحمن وقد علمت ان الشيطان باطل لغلبة الاعدام عليه، وثانيها لا تصرفوا اموالكم الدنيوية بينكم بالباطل بمعنييه وهو ايضا قريب من فهم العامة، وثالثها لا تفعلوا افعالكم بينكم بالباطل بمعنييه، ورابعها لا تفعلوا افعالكم التكليفية القالبية النبوية بالمبدء الباطل او بالغرض الباطل ، وخامسها لا تفعلوا افعالكم التكليفية القلبية الولوية بينكم بالباطل بمعنييه، وسادسها لا تصرفوا قواكم بينكم بالباطل، وسابعها لا تصرفوا ولا تأخذوا علومكم، وثامنها لا تصرفوا مدد حياتكم ومادة حيوتكم، وتاسعها لا تأخذوا مشاهداتكم ومشهوداتكم { إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم } بما سبق يمكن التعميم { ولا تقتلوا أنفسكم } اما مربوط بالمعطوف عليه لان صرف الاموال من غير معيار مورث لقتل الانفس والنهى عنه كالعلة للنهى عنه او حكم مستقل وتعميمه لا يخفى { إن الله كان بكم رحيما } علة لنهيه تعالى عن صرف الاموال بالباطل وقتل الانفس فان رحمته داعية الى هذا النهى كسائر التكاليف.
[4.30-31]
{ ومن يفعل ذلك } الصرف والقتل { عدوانا } لعدوان او فعل عدوان او عدى عدوانا او حال كونه عاديا او يفعل عدوانه ذلك على ان يكون تميزا يعنى من يفعل ذلك عن عمد وتجاوز عن حدود الله او عن عداوة من نفسه { وظلما فسوف نصليه نارا وكان ذلك على الله يسيرا إن تجتنبوا كبآئر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم } كأنه قيل: واينا يخلو من صرف المال بالباطل خصوصا على ما فسر؟ - فقال: تسلية وتطييبا ان تجتنبوا (الى آخر الآية) وقد اختلف الاخبار والاقوال فى بيان الكبيرة ففى بعض هى سبع وفى بعض اكثر مع الاختلاف فى بيان انواعها فلا بد من ميزان به يوزن الاعمال ويجمع بين الاخبار والاقوال.
تحقيق الكبير والصغير
فنقول: الافعال من حيث انها حركات وسكنات لا توصف بالحسن والقبح لاشتراكها فى تلك الحيثية ولا من حيث نسبتها الى الانسان لاشتراكها فيها ايضا، ولا من حيث انواعها المخصوصة كالصوم والصلوة والجهاد والقتل والنهب والفساد لاتصافها بالحسن تارة والقبح اخرى، بل الحسن والقبح يلحقان الاعمال من حيث نسبتها الى العقل والجهل فكل عمل يصدر عن الانسان بحكومة العقل وطاعته خصوصا عقل الانبياء والاولياء الذين هم العقول الكلية المحيطة فى اى صورة كان العمل فهو حسنة وبحسب درجات الطاعة وقبول الحكومة بالشدة والضعف تتفاوت درجات الحسنة بالشدة والضعف والصغر والكبر، وكلما صدر عن حكومة الجهل وطاعته خصوصا الجهل الكلى الذى هو الشيطان فهو سيئة فى اى صورة كان وبحسب تفاوت درجات الطاعة وقبول الحكومة تتفاوت درجات السيئة بالشدة والضعف والصغر والكبر، فمن اراد طاعة الله ومتابعة اوامره فكلما صدر عنه بحسب هذه الارادة فهو حسنة لكنها ضعيفة واذا علم ان اوامر العقل التى هى اوامر الله لا تتميز عنده عن اوامر الجهل التى هى اوامر الشيطان بل لا بد من بصير نقاد وذى قلب وقاد اتصل بالعقل واخذ من الله حتى يبين له اوامر العقل من اوامر الشيطان وذلك النقاد هو النبى (ص) او الولى (ع) وعزم على الوصول اليه والاخذ منه، فكلما صدر عنه بحسب هذا العزم فهو حسنة اقوى من الاولى فاذا اتصل بهذا العالم وعاهد معه وبايع على يده وانقاد له واخذ الاحكام القالبية منه وهذا الاخذ والبيعة هو الاسلام فكلما صدر عنه بحسب هذا الانقياد وهذا الاخذ فهو حسنة اقوى من سابقتها. واذا علم ان الاسلام واحكام القالب قوالب لاحكام الباطن ولا يمكن له الوصول الى حضرة العقل الا من طريق الباطل ولا يمكن السلوك من طريق الباطن الى تلك الحضرة الا برفع المانع منه وارتكاب الباعث عليه وعلم انه لا يمكنه معرفة المانع والباعث الا بالاخذ من بصير حكيم وعزم على الوصول اليه والأخذ منه ففعله من جهة هذا العزم حسنة اقوى، واذا وصل الى هذا الحكيم وبايع معه على قبول احكام الباطن واخذ احكام الباطن منه وذلك الاخذ والبيعة هو الايمان صار مؤمنا وصار افعاله من هذه الجهة حسنات اقوى مما قبلها، وللايمان بعد ذلك درجات حتى وصل الى العقل وتحقق به وحينئذ يصير اصل الحسنات وفرعها واولها وآخرها؛ ان ذكر الخير كنتم اصله وفرعه واوله وآخره، وبالعكس من ذلك من تحقق بالجهل فهو اصل السيئة وفرعها واولها وآخرها ومن تحقق من افراد البشر بالجهل كان اقوى فى السوء من الجهل نفسه كما ان المتحقق بالعقل اقوى من العقل، ولذا كان على (ع) مقدما على العقل وجبريل وعدوه مقدما على الشيطان وكل ذى سوء حتى يحمل عليه معصية كل ذى معصية، ومن تمكن فى طاعة الجهل بحيث لم يبق عليه اثر من طاعة العقل فكلما فعل فهو معصية كبيرة ومن لم يتمكن فى طاعة الجهل بل بقى عليه اثر من طاعة العقل او ارادة طاعة العقل فما فعل من جهة طاعة الجهل فهو سيئة مغفورة ان شاء الله، ومن غلب عليه طاعة العقل او ارادة طاعة العقل ويطرء عليه طاعة الجهل حينا فما فعل من جهة طريان طاعة الجهل فهو لمة ممحوة ان شاء الله، وبين المراتب المذكورة فى الحسنات والسيئات درجات غير محصورة بحسب الشدة والضعف والمذكورة امهاتها، هذا بحسب نسبة الحسنة والسيئة الى الفاعل؛ وبهذا الاعتبار يصير شرب دعبل صغيرة وصلوة الناصبين كبيرة ولذلك ورد: لا صغيرة مع الاصرار، اى مع التمكن فى طاعة الجهل بحيث كلما تمكن من تلك المعصية وقع فيها: ولا كبيرة مع الاستغفار، اى مع بقاء طاعة العقل بحيث يحمله على الاستغفار وقد تعتبر النسبة بين انواع الحسنات والسيئات مع قطع النظر عن الفاعل او مع اعتبارها الى فاعل واحد من جهة واحدة فيعد بعضها احسن من بعض فى الحسنات وبعضها اغلظ من بعض فى السيئات، كالوطى الحرام اذا اعتبر من فاعل واحد فانه مع المحصنة والذكران اغلظ من الوطى مع غير المحصنة، والوطى مع امرأة غير محصنة اغلظ من الوطى مع البهائم، والوطى الحرام اغلظ من النظر الحرام، فمعنى الآية ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه باجتناب التمكن فى طاعة الجهل نكفر عنكم سيئاتكم التى تصدر عنكم بطاعة الجهل ونمحو لماتكم التى تعرض عليكم { و } بعد تكفير اثر الجهل الذى يمنعكم من الدخول فى دار كرامتى ومحوه { ندخلكم مدخلا كريما } ادخالا او مكانا كريما.
[4.32]
Halaman tidak diketahui