Tafsir Bayan Kebahagiaan
تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة
Genre-genre
[التوبة: 104] فان معناه هو يقبل التوبة فى مظاهر خلفائه فيكون معنى { والله يقبض ويبسط } ان الله لا غيره فى مظاهر خلفائه يقبض القرض ويبسط الجزاء.
[2.246]
{ ألم تر إلى الملإ من بني إسرائيل } اى اشرافهم ومتكلميهم قد مضى قبيل هذا وجه الاتيان بالرؤية مع ان حق العبارة ان يقال الم تذكر { من بعد موسى إذ قالوا } اذ اسم خالص بدل من الملأ بدل الاشتمال او ظرف للرؤية { لنبي لهم } اسمه شمعون بن صفية من ولد لاوى، او اسمه يوشع بن نون من ولد يوسف (ع)، او اسمه اشموئيل وهو بالعربية اسماعيل وهو المروى عن الصادق (ع) وعليه اكثر المفسرين { ابعث } ارسل واجعل { لنا ملكا } اميرا { نقاتل في سبيل الله } روى انه كان الملك فى ذلك الزمان هو الذى يسير بالجنود والنبى يقيم له امره وينبئه بالخبر من عند ربه { قال } النبى { هل عسيتم } هل ترقبتم عسى يستعمل فى ترقب المرغوب واستعماله هاهنا مع طلبهم للقتال ورغبتهم فيه اشارة الى انهم كانوا اصحاب نفوس كارهة للقتال راغبة فى ترك الجهاد ولم يكن لهم عقول راغبة فى الجهاد ومقصوده من الاستفهام تذكيرهم بكراهة القتال وتثبيتهم عليه بتعاهدهم على القتال { إن كتب عليكم القتال ألا تقاتلوا قالوا وما لنآ ألا نقاتل في سبيل الله وقد أخرجنا من ديارنا وأبنآئنا فلما كتب عليهم القتال تولوا إلا قليلا منهم والله عليم بالظالمين } وضع الظاهر موضع المضمر للاشارة الى انهم فى ذلك التولى ظالمون.
[2.247]
{ وقال لهم نبيهم إن الله قد بعث لكم طالوت ملكا قالوا أنى يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه } كانت النبوة فى ولد لاوى والملك فى ولد يوسف ولم يجتمع النبوة والملك فى بيت واحد وطالوت كان من ولد بن يامين وسمى طالوت لطول قامته بحيث اذا قام الرجل وبسط يده رافعا لها نال رأسه قيل: كان سقاء، وقيل: كان دباغا، وكان سبب سؤالهم ان يبعث الله لهم ملكا ان بنى اسرائيل بعد موسى عملوا بالمعاصى وغيروا دين الله وعتوا عن امر ربهم وكان فيهم نبى يأمرهم وينهاهم فلم يطيعوه، وروى انه كان ارميا النبى (ع) فسلط الله عليهم جالوت وهو من القبط فآذاهم وقتل رجالهم وأخرجهم من ديارهم واخذ اموالهم واستعبد نساءهم ففزعوا الى نبيهم وقالوا: اسئل الله ان يبعث لنا ملكا، فلما قال ان الله بعث لكم طالوت ملكا انكروا وقالوا: هو من ولد بنيامين وليس من بيت النبوة ولا من بيت الملك، فلا يجوز ان يكون له السلطنة علينا لانا من بيت النبوة والملك، { ولم يؤت سعة من المال } وشرط السلطنة السعة فى المال حتى يتيسر له القيام بلوازم السلطنة، تعريض بوجه آخر لاستحقاقهم الملك دونه وهو كثرة مالهم { قال إن الله اصطفاه عليكم } جواب اجمالى يعنى ليس الملك بقياسكم وتدبيركم بل هو فضل من الله يؤتيه من يشاء واما الجواب التفصيلى فان السلطان ينبغى ان يكون عظيم الجثة يهابه الناس، وكثير العلم ينظر عاقبة الامور؛ وتفضل الله بهما عليه { وزاده بسطة في العلم والجسم والله يؤتي ملكه من يشآء } وليس الايتاء موقوفا على بيت دون بيت كما زعمتم فالمقتضى لاعطاء الملك موجود من قبل طالوت وهو اصطفاؤه بالبسط فى العلم والجسم والمانع للمعطى مفقود فانه اما خارجى او كون طالوت من غير بيت الملك او كونه غير ذى سعة فى المال او جهله تعالى بأهليته للملك وليس كذلك فانه يؤتى ملكه من يشاء من غير مانع لا من الخارج ولا من قبل المعطى له { والله واسع } يجبر قلة سعة طالوت بسعته { عليم } يعلم من يستأهل للملك ليس جاهلا يكون فعله وحكمه عن قياس ظنى وحجة تخمينية فقوله: { والله يؤتي ملكه من يشآء } اما عطف على معمولى ان، او على مجموع ان الله اصطفاه، او حال.
[2.248]
بيان التابوت والسكينة
{ وقال لهم نبيهم } لالزامهم بعد ما رأى انكارهم بقياسهم الفاسد { إن آية ملكه أن يأتيكم التابوت } اما فعلوت من تاب اذا رجع فانه كان سببا لكثرة مراجعة صاحبه الى الله ولكثرة مراجعة الله عليه، او فلعوت مثل طاغوت من تبى يتبوا ذا غزا او غنم فانه كان سبب الغلبة والغنيمة فى الغزاء، ويجوز ان يكون وزنه فاعولا وان كان نحو سلس وقلق قليلا فان بتوتا مثل تنور بمعنى التابوت يدل على انه فاعول وكان ذلك التابوت هو الصندوق الذى انزله الله على ام موسى فوضعته فيه وألقته فى اليم وكان فى بنى اسرائيل يتبركون به فلما حضر موسى (ع) الوفاة وضع فيه الالواح ودرعه وما كان عنده من آيات النبوة وأودعه يوشع وصيه فلم يزل التابوت بينهم حتى استخفوا به وكان الصبيان يلعبون به فى الطرقات فلم يزل بنو اسرائيل فى عز وشرف ما دام التابوت بينهم فلما عملوا بالمعاصى واستخفوا بالتابوت رفعه الله تعالى عنهم فلما سألوا النبى وبعث الله تعالى طالوت اليهم ملكا يقاتل رد الله عليهم التابوت كما قال الله تعالى { إن آية ملكه أن يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم } قد اختلفت الاخبار فى بيان السكينة وفى خبر انها ريح من الجنة لها وجه كوجه الانسان وكان اذا وضع التابوت بين ايدى المسلمين والكفار فان تقدم التابوت رجل لا يرجع حتى يقتل او يغلب، ومن رجع عن التابوت كفر وقتله الامام، وفى خبر، السكينة روح الله يتكلم كانوا اذا اختلفوا فى شيء كلمهم واخبرهم ببيان ما يريدون، وفى خبر ان السكينة التى كانت فيه كانت ريحا هفافة من الجنة لها وجه كوجه الانسان، وفى خبر انها ريح تخرج من الجنة لها صورة كصورة الانسان ورائحة طيبة وهى التى نزلت على ابراهيم (ع) فأقبلت تدور حول أركان البيت وهو يضع الاساطين، وفى خبر ان السكينة لها جناحان ورأس كرأس الهرة من الزبرجد { وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون } يعنى موسى (ع) وهارون (ع) وآلهما فانه يراد كثيرا باضافة شيء الى امر ذلك الامر والمضاف جميعا خصوصا اذا كان حيثية الاضافة منظورا اليها، واختلف الاخبار فى تفسير تلك البقية ففى بعض الاخبار انها ذرية الانبياء، وفى بعض ذرية الانبياء ورضراض الالواح فيها العلم والحكمة، وفى بعض الاقوال العلم جاء من السماء فكتب فى الالواح وجعل فى التابوت، وفى بعض: فيه الواح موسى التى تكسرت والطست التى يغسل فيها قلوب الانبياء، وفى بعض كان فيه عصا موسى (ع)، وفى بعض الاقوال كان التابوت هو الذى أنزل الله على آدم (ع) فيه صور الانبياء فتوارثه اولاد آدم (ع) { تحمله الملائكة } قيل: ان الملائكة كانوا يحملونه بين السماء والارض، وفى الخبر كان التابوت فى ايدى اعداء بنى اسرائيل من العمالقة غلبوهم لما برح امر بنى اسرائيل وحدث فيهم الاحداث ثم انتزعه الله من ايديهم ورده على بنى اسرائيل، وقيل: لما غلب الاعداء على التابوت ادخلوه بيت الاصنام فأصبحت اصنامهم منكبة فاخرجوه ووضعوه ناحية من المدينة فأخذهم وجع فى أعناقهم وكل موضع وضعوه فيه ظهر فيه بلاء وموت ووباء؛ فتشأموا به فوضعوه على ثورين فساقتهما الملائكة الى طالوت، وفى خبر سئل (ع): كم كان سعته؟ - قال: ثلاثة اذرع فى ذراعين.
ويستفاد من جملة الاخبار وبيان السكينة والبقية انه كان المراد بالتابوت الصدر المستنير بنور الامام (ع) الظاهر فيه صورة غيبية من الجنة والصدر الظاهر فيه صورة غيبية مصاحب للنصرة والظفر وتحمله الملائكة وفيه الطست التى يغسل فيها قلوب الانبياء وفيه ذرارى الانبياء وصورهم وبقية آل موسى (ع) وهارون (ع)، وفيه العلوم والحكمة وهذه الصورة كانت مع ابراهيم (ع) وتدور حول اركان البيت، وظهور هذه الصورة بشارة من الله بالنبوة والولاية لو تمكنت فى الانسان فانها ريح تفوح من الجنة وتبشر بالعناية من الله وهذه سبب استجابة الدعاء ونزول النصرة والتأييد من الله ولذلك ذكرت السكينة فى القرآن قرينة للنصر والتأييد بجنود لم تروها وقد اصطلح الصوفية على تسمية هذه الصورة بالسكينة فانها سبب سكون النفس واطمئنانها، وبها يرتفع كلفة التكليف ويتبدل الكلفة باللذة، ويحصل الاحسان الذى هو العبادة؛ بحيث كان العابد يرى الله فان رؤيتها كرؤية الله، وقول الصادق (ع): الست تراه فى مجلسك؟ اشارة الى هذه الرؤية، وقوله تعالى كونوا مع الصادقين، وابتغوا اليه الوسيلة، وجاهدوا فى سبيله، واهدنا الصراط المستقيم وقوله (ع): انا الصراط المستقيم، وقول المولوى (قده):
جونكه با شيخى تو دور از زشتيئى
Halaman tidak diketahui