أخذوا وقتلوا تقتيلا
[الأحزاب: 61]
سنة الله في الذين خلوا من قبل
[الأحزاب: 38] قوله تعالى: { هذا بيان للناس } إيضاح لسوء عاقبة ما هم عليه من التكذيب، يعني حثهم على النظر في سوء عواقب المكذبين قبلهم والإعتبار بما يعاينون من آثار هلاكهم، قوله تعالى: { وهدى وموعظة للمتقين } يعني أنه مع كونه بيانا وتنبيها للمكذبين فهو زيادة تثبيت وموعظة للذين اتقوا من المؤمنين.
[3.139-144]
قوله تعالى: { ولا تهنوا ولا تحزنوا } الآية نزلت يوم أحد تسلية من الله تعالى لرسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) وللمؤمنين يعني لا تضعفوا عن الجهاد لما أصابكم ولا تحزنوا على من قتل منكم، وأنتم الأعلون، وحالكم أنكم أعلا منهم وأغلب لأنكم أصبتم منهم يوم بدر أكثر مما أصابوا منكم يوم أحد، قوله تعالى: { وأنتم الأعلون } شأنا لأن قتالكم لله ولإعلاء كلمته وقتالهم للشيطان ولإعلاء كلمة الكفر، وقيل: لأن قتلاكم في الجنة وقتلاهم في النار، قوله تعالى: { ان يمسسكم قرح } قيل: هو الجراح والمعنى أن نالوا منكم يوم أحد فقد نلتم منهم يوم بدر { وتلك الأيام نداولها بين الناس } تارة لهؤلاء وتارة لهؤلاء { وليعلم الله الذين آمنوا } وليتميز الثابتون على الإيمان من الذين آمنوا، وهذا من باب التمثيل بمعنى: فعلنا ذلك فعل من يريد أن يعلم من الثابت منكم على الإيمان من غير الثابت، وإلا فالله عز وجل لم يزل عالما بالأشياء، وقيل: معناه وليعلمهم علما يتعلق به الجزاء وهو أن يعلمهم موجودا منهم الثبات { ويتخذ منكم شهداء } يعني وليكرم ناسا منكم بالشهادة يريد المستشهدين يوم أحد { والله لا يحب الظالمين } أي والله لا يحب من ليس من هؤلاء الثابتين على الإيمان المجاهدين، قوله تعالى: { وليمحص الله الذين آمنوا } التمحيص: التطهير، وقيل: الإختبار، { ويمحق الكافرين } اي يهلكهم، قوله تعالى: { ولقد كنتم تمنون الموت } خوطب به الذين لم يشهدوا بدرا، فكانوا يتمنون أن يحضروا مشهدا مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، { فقد رأيتموه وأنتم تنظرون } أي رأيتموه معاينين مشاهدين حتى قتل بين أيديكم من قتل من إخوانكم وأقاربكم وشارفتم أن تقتلوا وهذا توبيخ لهم، قوله تعالى: { وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل } الآية نزلت يوم أحد لما نودي أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قتل وصرخ صارخ ألا أن محمدا قد قتل، قيل: أن الصارخ الشيطان نعوذ بالله منه ففشا في الناس خبر قتله فانكفوا وجعل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يدعوا: " إلي عباد الله " حتى انحازت إليه طائفة من أصحابه، فلامهم على هزيمتهم، فقالوا: يا رسول الله فديناك بآبائنا وأمهاتنا أتانا خبر قتلك، فرعبت قولبنا فولينا هاربين، فنزلت الآية، وقيل: أنه لما صرخ الصارخ قال بعض المسلمين: ليت عبد الله بن أبي يأخذ لنا أمانا من أبي سفيان، وقال ناس من المنافقين: لو كان نبيا لما قتل، ارجعوا إلى إخوانكم وإلى دينكم فقال أنس بن النضر عم أنس بن مالك يا قوم: إن كان قتل محمد فإن رب محمد حي لا يموت، وما تصنعون بالحياة بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقاتلوا على ما قاتل عليه وموتوا على ما مات عليه، ثم قال: اللهم إني أعتذر إليك مما يقول هؤلاء ثم شهر سيفه فقاتل حتى قتل رحمه الله تعالى، قوله تعالى: { فلن يضر الله شيئا } يعني فما ضر إلا نفسه وسيجزي الله الشاكرين الذين لم ينقلبوا كأنس بن النضر واضرابه، وسماهم شاكرين لأنهم شكروا نعمة الإسلام.
[3.145-151]
قوله تعالى: { وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله } الآية نزلت يوم أحد فيمن ترك المركز طلبا للغنيمة، وقيل: نزلت في المنافقين جوابا لقولهم: لو أطاعونا ما قتلوا، يعني أن أحدا لا يموت قبل بلوغ أجله { كتابا مؤجلا } مصدر مؤكد لأن المعنى كتب الموت كتابا مؤجلا مؤقت له أجل معلوم لا يتقدم ولا يتأخر { ومن يرد ثواب الدنيا نؤته } منها يعني الذين شغلتهم الغنائم يوم أحد نؤته منها اي من ثوابها وسنجزي الشاكرين الجزاء المبهم، وقيل: الجزاء المهم الذين شكروا نعمة الله فلم يشغلهم عن الجهاد شيء، قوله تعالى: { وكأين من نبي قتل } قرئ قاتل، وقيل: بالتشديد والفاعل ربيون أو ضمير النبي { ومعه ربيون } حال عنه ومعنى ربيون علماء وزهاد يعني قتل ومعه ربيون { فما وهنوا } عند قتل النبي { وما ضعفوا وما استكانوا } للعدو، وهذا تعريض بما أصابهم من الوهن والإنكسار عند الارجاف بقتل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وبضعفهم عند ذلك، عن مجاهدة المشركين واستكانتهم لهم حين أرادوا أن يعتضدوا بالمنافقين عبد الله بن أبي في طلب الأمان، قوله تعالى: { وما كان قولهم } إلا هذا القول وهو إضافة الذنوب والإسراف إلى أنفسهم، قال جار الله: والدعاء بالاستغفار وفيها مقدما على طلب ثبوت الاقدام في مواطن الحرب والنصرة على العدو وليكون طلبهم إلى ربهم عن زكاة وطهارة وخضوع أقرب إلى الإجابة مع كونهم ربانيين هضما لها واستقصارا، قوله تعالى: { فأتاهم الله ثواب الدنيا } من النصرة والغنيمة وطلب الذكر وخص ثواب الآخرة بالحسن دلالة على فضله، قوله تعالى: { يأيها الذين آمنوا إن تطيعوا الذين كفروا } قال علي (عليه السلام): " نزلت في قول المنافقين للمؤمنين عند الهزيمة: ارجعوا إلى إخوانكم وارحلوا في دينهم " وعن الحسن: " ان تستنصحوا اليهود والنصارى وتقبلوا منهم " قوله تعالى: { بل الله مولاكم } أي ناصركم لا تحتاجون معه إلى نصرة أحد، قوله تعالى: { سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب } الآية نزلت في يوم أحد لما ارتحل أبو سفيان والقوم معه نحو مكة ندموا وقالوا: بئس ما صنعنا قتلناهم حتى بقي منهم اليسير ارجعوا فاستأصلوهم فقذف الله في قلوبهم الرعب حتى هربوا خائفين.
[3.152-154]
قوله تعالى: { ولقد صدقكم الله وعده } وعدكم النصر بشرط الصبر والتقوى في قوله تعالى:
Halaman tidak diketahui