ويقولون: «نعم وبئس أفعال خاصة بالمدح والذم». ولعلهم أقدموا على هذا الاستعمال منساقين بقول النحاة عن الخبر أنه إذا لم يتضمن ضمير المبتدأ لم تلزم مطابقته له في جميع أحواله، كقولهم: المعربات قسمان. ولكن الإخبار عن الجمع بالمثنى لم يكن ليجوز الإخبار عن المثنى بالجمع؛ لأنه نافر غير مألوف.
ينبني عليه عدة أمور
ويقولون: «وينبني عليه عدة أمور حرية بالاعتبار». وهو خطأ؛ لأنه لم يرد عن العرب بناء «انفعل» من الفعل «بنى». والصواب أن يقال: «يبنى عليه».
أمعن. معن. تمعن
ومما يكثر استعمالهم له على خلاف الصواب قولهم: «لا تعرض عليه مسألة إلا ويمعن نظره فيها»، وقولهم: «ولو تمعنه جيدا لظهر له وجه الخطأ فيه»، وقولهم: «وبعدما أطال الإمعان في هذا الأمر قال لي»، وقولهم: «تمعنت في جوابه فلم أجده وافيا». فالإمعان معناه: الإبعاد، وهو لازم لا يتعدى بنفسه، بل بحرف الجر «في». تقول: «أمعن الرجل في سيره» و«أمعن الفرس في عدوه» و«الطائر في الجو» و«السفينة في البحر» ... وهلم جرا. وأما «تمعن» فلم يسمع في شيء من كلام العرب. فالصواب أن يقال في إصلاح هذه الجمل: «إلا وينعم نظره فيها» و«لو تأمله جيدا» و«بعد ما أطال النظر في هذا الأمر» و«رويت في جوابه» ونحو ذلك، مما لا يخفى على المفكر المتدبر.
نأمل نفعا
ومن أوهامهم قولهم: «تأمل من ورائه نفعا كبيرا»، أي: رجا وتوقع. وتأمل الشيء، تدبره وتبصره. فالصواب أن يقال أمل أو أمل.
تجاوز بمعنى فات
وخطأ بعضهم من يستعمل «تجاوز» بمعنى «فات» أو «ترك». والصحيح أنه لا خطأ فيه. فيقال: «تجاوزه»، كما يقال: «جاوزه». وقد وجدته في غير واحد من معاجم اللغة.
أعضاء الجسم
Halaman tidak diketahui