ثم قال : اللهم إن هذا يزعم أنه يحبني فيك ، وزارني من أجلك نأدخله علي زايرا في الجنة دارك دار السلام ، وأرضه من الدنيا باليسي وما أعطيته شيئا في الدنيا فاجعله لما تعطيه من أنعمك من الشاكرين أستودعك الله يا هرم بن حيان ، والسلام عليك ، ولا أراك بعد اليوم تطلبني ولا تسأل عني ؛ اذكرني أذكرك ، وأدعو لك إن شاء الله ؛ انطلق هاهنا حتى أنطلق هاهنا . فطلبت أمشي معه ساعة ، فأبن علي وفارقني [172ب] يبكي أبكي ، ثم دخل في بعض السكك ؛ فكم طلبته بعد ذلك ، وسألت عنه ، فما وجدت أحدا يخبرني عنه بخبر 42 1582 5 وقال بعض الحكماء : أجهد البلاء ، أن تظهر الخلة ، وتطول المدة وتعجز الحيلة ، ثم لا تعدم صديقا موليا ، وابن عم شامتا ، وجارا حاسدا ، ووليا قد تحول عدوا ، و وجة مختلعة ، وجارية مستبيعة ، عبدا يحقرك ، وولدا ينتهرك ؛ فانظر أين موضع جهدك في الهرب 1583 5 وقال بعض الحكماء : الحكمة عشرة أجزاء ، تسعة منها في الصمت ، والعاشر في عزلة الناس . قال : فعالجت نفسي على الصمت ، فلم أظفر بنه بما أريد ؛ فرأيت أن العاشر خير الأجزاء ، وهي العزلة عن الناس 158 5 قال ابن الزومي : [من الكامل] الوا : فلان جيد بفعاله لا تكذبوا ما في البرية جيد فأميرهم نال الخنا بفعاله وفقيرهم بصلاته يتصيد 158 5 وقال وهيب بن الورد(1) : خالطت الناس خمسين سنة ، فما وجدت جلا غفر لي ذنبا واحدا فيما بيني وبينه ، و لا واصلتي إذا قطعته ، ولا ستر لي عورتي ، ولا أمنته إذا غضب فالاشتغال بهؤلاء حمق كبير ، فأوصي نفسي وإخواني من المسلمين بتقوى الله 5158 العقد الفريد 2/ 321 .
5158 القول لوهيب بن الورد في : ربيع الأبرار 181/2 ، وحلية الأبرار 8/ 142 ، والمختار من ساقب الأخيار 122/5 .
51584 البيتان ليسا له ، و لا هما في ديوانه ، وهما لأبي العلاء المعري في : لزومياته 445/1 ومعجم الأدباء 326/1 ، ومعاهد التنصيص 305/3 .
51585 له في : ربيع الأبرار 3/ 524 . وبلا نسبة في : نثر الدر 161/4 .
(1) في الأصل : وهب ، تحريف ، صوابه وهيب بن الورد ، أبو أمية ، العابد الرتباني ابعي ، توفي سنة 153 ه (سير 198/7) 425 طاعته ، ولزوم السنة والجماعة ، ورعاية القرابة ، وتضفية الخلوة ، وقلة لصحبة ، والفرار بالدين العزيز الذي لا عوض له ؛ ثم [173ا] إن أخوجت يا اخي إلى الصحبة ، فاصحب الصالحين الورعين ، وأهل الخشية من لمثقين ر مواعظ الأنبياء والصالحين 158 5 أبو بكر بن أبي شيبة ، يرفعه إحكلى النبي صلم قال : «يكفي أحدكم من لدنيا قدر زاد الراكب» 1587 5 وقال صلم : «اغتنم خمسا قبل خمس : شبابك قبل هرمك ، وصحتك فبل سقمك ، وفراغك قبل شغلك ، وغناك قبل فقرك ، وحياتك قبل موتك) 1588 5 وقال عيسى عليه السلام للحواريين : لا تنظروا في أعمال الناس كأنكم أزباب ، وانظروا في أعمالكم كأنكم عبيد 1589 5 وقيل : أوحى الله إلى نبي من أنبيائه : أني أنا الله ، مالك الملوك للوب الملوك بيدي ، أقلبها كيف أشاء ، فمن كان لي على طاعة جعلت لملوك عليهم رحمة ، ومن كان لي على معصية جعلت الملوك عليهم بقمة 51586 الحديث في : العقد الفريد 3/ 142 .
51587 تقدم تخريج الحديث في الفقرة (929) .
51588 البصائر والذخائر 29/5 ، والعقد الفريد 3/ 43 51589 العقد الفريد 3/ 145 430 159 5 وقال علي رضي الله عنه : من أراد الغنى بغير مال ، والكثرة بغير عشيرة فليتحول من ذل المعصية إلى عز الطاعة ، أبى الله إلا أن يذل من عصاه 1591 5 وقال بعض الحكماء : من عمل لآخرته ، كفاه الله أمر دنياء ؛ ومن صلح ما بينه وبين الله ، أصلح الله ما بينه وبين الناس ؛ ومن أخلص سريرته ، أخلص الله علانيته 1592 5 دخل [173ب] الحسن بن أبي الحسن على عبد الله بن الأهتم يعوده مرضه ، فرآه يصوب نظره في صندوق في بيته ويصعده ، ثم قال : أبا سعيد ، ما تقول في مئة ألف في هذا الصندوق؟ لم أؤد منها زكاة ، ولم صل بها رحما؟ قال : تكلثك أثك ، ولمن كنت تجمعها؟ قال : لروعة الزمان ، وجفوة السلطان ، ومكاثرة العشيرة . قال : ثم مات ، فشهده الحسن ، فلما فرغ من دفنه ، قال : انظروا إلى هذا المسكين ، أتاه شيطان حذره روعة زمانه ، وجفوة سلطانه ، ومكاثرة عشيرته ، عما رزقه الله إياء غمره فيه ؛ انظروا كيف خرج منها مسلوبا محزونا م التفت إلى الوارث، فقال : أيها الوارث ، لا تخدعن كما خدع سويحبك بالأمس ، أتاك هذا المال حلالا ، فلا يكونن عليك وبالا ، أتاك عفوا صفوا ، ممن كان له جموعا منوعا ، من باطل جمعه ، ومن حة منعه ، قطع به لجج البحار ، ومفاوز القفار ؛ لم تكدخ فيه بيمين ، ولم قرق لك فيه جبين ، إن يوم القيامة يومذو حسرات ، وإن أعظم الحسرات 159= العقد الفريد 3/ 147 51591 العقد الفريد 148/3 51592 العقد الفريد 148/3 ، ونهاية الأرب 296/3 ؛ وبعضه في ربيع الأبر 136/5 431 غدا أن ترى مالك في ميزان غيرك ، فيالها عثرة لا تقال ، وتوبة لا تنال 1592 5 وقال رجل لبعض الحكماء : عظني ؛ فقال : لا يراك حيث نهاك ، ولا مقدك حيث أمرك .
1594 5 وقال أبو جعفر للمغيرة : عظني [174 أ] قال : وما عملت فيما علمت فأعظك فيما جهلت؟
159 5 وكتب عم بن عبد العزيز إلى الحسن : عظني وأؤجز . فكتب إليه ، ما بعد : إن فيما أمرك [الله] به شغلا عمانهاك عنه ؛ والسلام 159 5 وكتب الحسن إلى عمر بن عبد العزيز : أما بعد : فانه من حاسب نفسه بح ، ومن غفل عنها خسر ، ومن نظر في العواقب نجا ، ومن أطاع هواء ضل ، ومن حلم غنم ، ومن خاف أمن ، ومن اعتبر أبصر ، ومن أبصر لهم ، ومن فهم علم ،ف ذا زللت فازجع ، وإذا ندمت فأقلع ، وإذا جهلت اسأل ، وإذا غضبت فأمسك ؛ واعلم أن أفضل الأعمال ما أكرهت النفوس مليه 159 5 وقال لقمان لابنه : يا بني ، لا تضيع مالك وتصلح مال غيرك ، فان مالك ما قدمت ومال غيرك ما أخرت 51593 بهجة المجالس 326/2 ، وتثر الدر 119/7 . وفيهما أبو حازم مع سليمان بن عبد الملك ولبعض الحكماء في العقد الفريد 3/ 150 51594 العقد الفريد 3/ 150 ، وفيه بين أبي جعفر وسفيان.
51595 العقد الفريد 3/ 152 ، وما بين معقوفين عنه ، وفيه كتب الحسن إلى عمر.
Halaman tidak diketahui