وإنْ أبيتم فإنَّا معشرٌ أنفٌ ... لا نطعمُ الخسف، إنَّ السمَّ مشروبُ
فأزجرْ حماركَ لا ترتعْ بروضتنا ... إذًا يردُّ وقيدُ العير مكروبُ
قال معبد بن علقمة:
فقلْ لزهير إنْ شتمتَ سراتنا ... فلسنا بشتامين للمتشتمِ
ولكننا نأبى الظلامَ ونعتصي ... بكل رقيق الشفرتين مصمم
وتجهلُ أيدينا ويحلمُ رأينا ... ونشتم بالأفعالِ لا بالتكلم
وإنَّ التمادي في الذي كان بيننا ... بكفيك فاستأخر له أو تقدم
قال أبان بن عبدة:
إذا الدينُ أودى بالفساد فقل له ... يدعنا ورأسًا من معد نصادمه
بجيشٍ تضلُّ البلق في حجراتهِ ... بيثربَ أخراه وبالشام قادِمه
إذا نحن سرنا بين شرق ومغرب ... تحركَ يقظان التراب ونائمه
قال الكروسُ بن زيد:
رأيتني ومن لبسي المشيبُ فأملتْ ... غنائي فكوني آملًا خيرَ آملِ
لئن فرحتْ بي معقلٌ عند شيبتي ... لقد فرحتْ بي بين أيدي القوابلِ
قال آخر في معناه:
تبين فيه ميسم المجد والعلى ... وليدًا يفدى بين أيدي القوابل
قال قوال الطائي:
قولا لهذا المرء ذو جاء ساعيًا ... هلمَّ فإنّ المشرفي الفرائص
وإنّ لنا حمضًاُ من الموت منقعًا ... وإنك مختلٌّ فهل أنت حامضُ
أظنكَ دونَ المال ذو جئتَ تبتغي ... ستلقاك بيضٌ للنفوس قوابضُ
قال وضاح بن إسماعيل، وهو المعروف بوضاح اليمن:
فإنكِ لو رأيتِ الخيلَ تعدو ... عوابسَ يتخذن النقع ذيلا
رأيتِ على متونِ الخيلِ جنًا ... تفيدُ مغانمًا وتفيتُ نيلا
قال القتال الكلابي:
إذا همَّ همًا لم يرَ الليلَ غمه ... عليه ولم تصعب عليه المراكب
جليدٌ كريمِ خيمه وطباعه ... على خير ما تبنى عليه الضرائب
إذا جاع لم يفرح بأكلةِ ساعة ... ولم يبتئسْ من فقدها وهو ساغب
يرى أنَّ بعد العسر يسرًا ولا يرى ... إذا كان يسرٌ أنه الدهر لازبُ
قال آخر:
لا يحملُ العبدُ منا فوق طاقته ... ونحن نحمل ما لا تحملُ القلعُ
منا الأناةُ وبعضُ القوم يحسبنا ... إنا بطاءٌ وفي إبطائنا سرعُ
قال المتلمس بن عبد المسيح:
ألم تر أن المرء رهنُ منيةٍ ... صريعِ لعافي الطير أو سوفَ يرمس
فلا تقبلن ضيمًا مخافةَ ميتةٍ ... وموتنْ بها حرًا وجلدك أملس
فمن طلب الأوتار ما حزَّ أنفه ... قصيرٌ وخاض الموتَ بالسيف بيهس
نعامةُ لما صرعَ القومُ رهطهُ ... تبينَ في أثوابه كيف يلبسُ
فإنْ يقبلوا بالودَّ نقبلْ بمثله ... وإلاَّ فإنا نحن آبى وأشمس
قال سعد بن ناشب المازني:
تفندني فيما ترى من شراستي ... وشدة نفسي أمُّ سعد وما تدري
فقلت لها إنَّ الحليم وإنْ حلا ... ليلفى على حال أمرَّ من الصبر
وفي اللين ضعفٌ والشراسةُ هيبةٌ ... ومن لم يهبْ يحملْ على مركب وعر
وما بي على من لان لي في فظاظةٍ ... ولكنني فظٌّ أبيَّ على القسر
أقيم صغاذي الميل حتى أردهُ ... وأخطمه حتى يعودَ إلى القدر
فإنْ تعذليني تعذلي بي مرزءًا ... كريم نثا الأعسار مشتركَ اليسر
إذا همَّ ألقى بين عينيه عزمه ... وصمم تصميم السريجي ذي الأثرِ
وقال أيضًا:
لا توعدنا يا بلال فإننا ... وإنْ نحنُ لم نشققْ عصا الدين أحرارُ
وإنَّ لنا إما خشيناك مذهبًا ... إلى حيثُ لا نخشاكَ والدهرُ أطوارُ
فلا تحملنا بعد سمع وطاعةٍ ... على غاية فيها الشقاقُ أو العارُ
فإنا إذا ما الحربُ ألقت قناعها ... بها حين يجفوها بنوها لأبرارُ
ولسنا بمحتلين دارَ هضيمة ... مخافةَ موتٍ، إنْ بنا نبت الدارُ
قال قرار بن عباد:
إذا المرءُ لم يغضب له حين يغضبُ ... فوارسُ إنْ قيلَ اركبوا الموتَ يركبوا
ولم يحبه بالنصر قوم أعزة ... مقاحيم في الأمر الذي يتهيبَ
تهضمه أدنى العدوَّ ولم يزلْ ... وإنْ كان عضيًا بالظلامةُ يضربُ
فآخِ لحال السلم منْ شئتَ وأعلمنْ ... بأنَّ سوى مولاك في الحرب أجنبُ
1 / 7