وابنُ صبح سادرًا يوعدني ... ما له في الناس ما عشتُ مجير
وقال آخر وضرب بنو عم له مولى له اسمه حوشب:
إنْ كنتُ لا أرمى وترمى كنانتي ... تصب جانحات النبل كشحي ومنكبي
أفيقوا بني حزنٍ وأهواؤنا معنًا ... وأرحامنا موصلةٌ لم تقضب
فإنْ تبعثوها تبعثوها ذميمةً ... قبيحة ذكر الغب للمتغببِ
سآخذُ منكم آل حزن بحوشب ... وإن كان مولى لي وكنتم بني أبي
قال رجل من بين أسد:
أقول لنفسي حين خود رألها ... مكانك لما تشفقي حين مشفقِ
مكانكِ عني تنظري عمَّ تنجلي ... غيابةُ هذا العارض المتألق
قال موسى بن جابر الحنفي:
ألم تريا أني حميت حقيقتي ... وباشرتُ حدَّ الموت، والموتُ دونها
وجدتُ بنفس لا يجادُ بمثلها ... وقلتُ اطمئني حين ساءتْ ظنونها
وما خيرُ مالٍ لا يقي الذمَّ ربهُ ... ونفسِ أمرئٍ في حقها لا يهينها
قال حريث بن جابر:
لعمرك ما أنصفتني حين سمتني ... هواك مع المولى وأن لا هوى ليا
إذا ظلم المولى فزعت لظلمه ... وحركَ أحشائي وهرت كلابيا
قال عبد الله بن سبرة:
إذا شالت الجوزاءُ والنجمُ طالعٌ ... فكلُّ مخاضات الفرات معابرُ
وإني إذا ضنَّ الأميرُ بإذنه ... على الأذن من نفسي إذا شئت قادرُ
قال بعض بني قيس بن ثعلبة:
دعوت بني سعدِ إليَّ فشمرتْ ... خناذيذُ من سعد طوال السواعد
إذا ما قلوبُ الناس طارتْ مخافةً ... من الموتِ أرسوا بالنفوس المواجدِ
قال شماس بن أسود الطهوي:
أغركَ يومًا أني قالَ ابن دارمِ ... وتقصى كما يقصى من البرك أجربُ
قضى فيكم نوسٌ بما ألحقُّ غيرهُ ... كذلك يخزوك العزيزُ المدربُ
فأدِّ إلى قيسِ بن حسان ذودهُ ... وما نيل منكَ التمرُ أو هوَ أطيبُ
فالا تصل رحم ابن عمرو بن مرثد ... يعلمكَ وصلَ الرحم عضبٌ مجربُ
قال حجر بن خالد:
وجدنا أبانا حلَّ في المجد بيته ... وأعيا رجالًا آخرينَ مطالعه
فمن يسعَ منا لا ينل مثل سعيه ... ولكن متى ما يرتحلْ فهو تابعه
يسودُ ثنانا من سونا وبدؤنا ... يسودُ معدًا كلها ما تدافعه
ونحن الذين لا يروع جارنا ... وبعضهم للغدر صمٌ مسامعه
منعنا حمانا، واستباحت رماحنا ... حمى كلِّ حيّ مستجيرًا مرابعه
قال ربيعة بن مقروم الضبي:
أخوك أخوكَ من يدنو وترجو ... مودته وإنْ دعيَ استجابا
إذا حاربت، حاربَ من تعادي ... وزاد سلاحه منك أقترابا
وكنتُ إذا قريني جاذبته ... حبالي مات أو تبع الجذابا
فإنْ أهلكْ فذي حنق لظاهُ ... علي يكادُ يلتهبُ إلتهابا
بمثلي فاشهد النجوى وعالنْ ... بي الأعداءَ والقومَ الغضابا
فإن الموعدي يرون دوني ... أسود خفيةَ الغلب الرقابا
قال بشر بن المغيرة بن المهلب:
جفاني الأميرُ والمغيرةُ قد جفا ... وأمسى يزيدُ لي قد أزورَ جانبهْ
وكلهم قد نال شبعًا لبطنه ... وشبعُ الفتى لؤمٌ إذا جاع صاحبه
فيا عمِ مهلًا، واتخذني لنوبةٍ ... تلم فإن الدهرَ جمٌّ نوائبه
أنا السيف، إلاَّ أن للسيف نبوةً ... ومثلي لا تنبو عليكَ مضاربه
قال سلمى بن ربيعة:
زعمتْ تماضرُ أنني إما أمتْ ... يسددْ أبينوها الأصاغر خلتي
تربتْ يداك، وهل رأيت لقومه ... مثلي على يسري وحين تعلني
رجلًا إذا ما النائبات غشينه ... أكفى لمعضلة وإن هي جلتِ
ومناخِ نازلة كفيتُ وفارسٍ ... نهلتْ قناتي من مطاهُ وعلتِ
وإذا العذارى بالدخان تقنعتْ ... واستعجلتْ نصبَ القدور فملتِ
دارت بأرزاقِ العفاة مغالقٌ ... بيديَّ من قمع العشار الجلتِ
ولقد رأيتُ ثأى العشيرة بينها ... وكفيت جانيها اللتيا والتي
وصفحت عن ذي جهلها ورفدتها ... نصحي، ولم تصب العشيرة زلتي
وكفيت مولاي الأحمَّ جريرتي ... وحبست سائمتي على ذي الخلةِ
قال عبد الله بن عنمة الضبي:
إنْ تسألوا الحقَّ نعطِ الحقَ سائلهُ ... والدرعُ محقبةٌ والسيفُ مقروبَ
1 / 6