دعاني الهوى من نحوها فأجبتهُ ... فأصبح بي يستنُّ حيث يريدُ
قال آخر:
ولما أبى إلاَّ أطرافًا بودها ... وتكديرها الشربَ الذي كان صافيا
شربنا بريقٍ من هواها مكدرٍ ... وليس يعاف الريقَ من كان صاديا
قال نويفع بن لقيط الفقعسي:
كأنْ لمْ تكنِ النوارُ مني قريبةً ... ولم يمسِ يومًا ملكها بميني
ولم أتبطنها حلالًا ولم تبتْ ... معاصمها دون الفراش تسليني
ولم أثنِ بالكفين أطراف طفلةٍ ... كهداب ريط في العتاب مصونِ
ولم أخدرِ اليوم المطير بنعمةٍ ... بها وبكأسٍ للعظامِ طحونِ
بلى ثم لم تملكْ مقاديرَ فرقتْ ... ولا حسدًا من أنفسٍ وعيونِ
وما زادني الواشونَ يا ميَّ شافع ... بكم وتراخي الدار غير جنونِ
لجرير بن عبد الله:
ويسأل أهلي الناسُ هل وقع الحيا ... وأسأل عن طيٍّ ألا أين حلتِ
كأني إذا ما قيل أسعفت النوى ... بطائية ملفي حياةٍ أضلتِ
قال يحيى بن طالب:
إذا ارتحلتْ نحو اليمامة رفقةٌ ... دعاني الهوى وارتاح قلبي إلى الذكرِ
كأنَّ فؤادي كلما مر راكبٌ ... جناحُ غرابٍ رامَ نهضًا إلى وكرِ
يقولون أنَّ الهجرَ يشفي من الجوى ... وما ازددتُ إلا ضعف قلب على الهجرِ
أحقًا عبادَ الله أنْ لستُ ناظرًا ... إلى قرقرى يومًا وأعلامها الغبرِ
تنحيتُ عنها كارهًا وتركتها ... وهجرانها عندي أمر من الصبرِ
فيا حزنًا مما لقيتُ من الهوى ... ومن مضمر الشوقِ الدخيل إلى حجرِ
قال غيره:
سقى الله أيامَ الصبا بمتالعٍ ... ووادي السيال ذي الأراك وذي الأثلِ
وسقيًا ورعيًا للشباب وعهده ... مع المرشقات البيض بالأعينِ النجل
ومن حاجتي لولا الحياءُ وإنني ... أرى الناسَ قد أغروا بعيب صبا الكهل
مسيري مع الفتيان في عرصة الهوى ... أباري مطاياهم على سلسٍ رسل
ووردي مياهًا كان لي عند أهلها ... مع الود تضعيف الصبابة والبذلِ
فلم يبق من تلك اللذاذة عندهم ... وعندي إلا الذكر للعهد والأهلِ
لعمرو بن شاس:
إذا نحنُ أدلجنا وأنتَ أمامنا ... كفى للمطايا ضوءُ وجهك هاديا
أليس يزيدُ العيسَ خفةَ أذرع ... وإن كنَّ حسرى أن تكون أماميا
قال النظار الفقعسي:
يقولون هذي أم عمرو قريبةٌ ... دنتْ بك أرضٌ عندها وسماءُ
ألا إنما بعد الحبيبِ وقربه ... إذا هو لم يوصلْ إليه سواءُ
لذي الرمة:
وقد كنتُ أبكي والنوى مطمئنةٌ ... بنا وبكم من علمِ ما البينُ صانعُ
وأهجركم هجرَ البغيض وحبكم ... على كبدي منه شؤونٌ صوادع
وقال آخر:
وقد كنتُ أبكي والنوى مطمئنةٌ ... حذارًا لما قد كان أو هو كائنُ
وما كنتُ أخشى أن تكون منيتي ... بكفي إلا إنَّ من حانَ حائنُ
عمر بن أبي ربيعة:
زعموها سألتْ جاراتها ... وتعرتْ يوم حرٍّ تبتردْ
أكما ينعتني تبصرنني ... عمر كن الله أم لا يقتصدْ
فتضاحكنَ وقد قلن لها ... حسنٌ من كل عين من تودْ
حسدٌ حملنهُ من حسنها ... وقديمًا كانَ من الناسِ الحسدْ
قال أيضًا:
خرجتُ غداةَ النحر أعترضُ الدمى ... فلم أرَ أحلى منكِ في العينِ والقلبِ
فواللهِ ما أدري أحسنًا رزقته ... أم الحبُّ أعمى مثل ما قيلَ في الحبِّ
لبشر بن عقبة العدوي:
رأيتك فوق الناس يا أمَّ مالكٍ ... محملة حسن أخرِستْ من يعيبها
ووالله ما أدري أأنت كما أرى ... أم العينُ مزهو إليها حبيبها
لرجل من قيس:
حلفتُ بصحراءِ الهجون وناقتي ... لها بين قاع الأخشبين حنين
غموسًا لقد فضلتِ في الحسنِ بسطةً ... على الناس أو بي من هواكِ جنونُ
قال آخر:
فما نطفةٌ كانت سلافةُ بارق ... نمتْ عن طريقِ الناسِ ثم استطلتِ
بأطيبَ من أنياب.... ... حدا الليلُ أعقابَ النجوم فولتِ
وقد بخلت حتى لو أني سألتها ... قذى العين من ضامي الترابِ لضنتِ
قال الحكم بن قنبر:
وعدت ضحاء ثم أخلفتِ مسية ... أيا قربَ بذلٍ يا علية من ردِّ
1 / 51