Tabaqat Zaydiyya Kubra
طبقات الزيدية الكبرى (القسم الثالث)
Genre-genre
وقال القاضي أحمد: هو القاضي الحجة، شيخ الإسلام، ناصر الملة، وارث علوم الأئمة الأطهرين ، شيخ الزيدية ومتكلمهم ومحدثهم، وعالم الزيدية ومخترعها وإمامها، انقطع إلى الزيدية ورحل إلى العراق ، وكان من أعضاد الإمام أحمد بن سليمان وأنصاره، وطال ما ذكرهما الإمام المنصور بالله واحتج بكلامهما ؛ فيقول قال الإمام والعالم ، أفتى بذلك الإمام والعالم، ذكر الإمام والعالم، وقد قيل: على أهل اليمن نعمتان في الإسلام والإرشاد إلى مذهب الأئمة عليهم السلام الأولى للهادي عليه السلام والثانية القاضي جعفر؛ فإن الهادي عليه السلام استنقذهم من الباطنية والجبر والتشبيه، والقاضي له العناية العظمى في إبطال مذهب التطريف، ونصرة البيت النبوي الشريف، وإلى ذلك أشار السيد صارم الدين في (البسامة) بقوله:
وجعفر ثم إسحاق له نصرا .... في عصبة وزر ناهيك من وزر
ارتحل إلى العراق وهو أعلم من باليمن ، ثم انقلب عنه وليس فيه أعلم منه، وله مصنفات في كل فن [كان] عليها اعتماد الزيدية في وقته، وله تلامذة مشاهير وكان له مدرسة بسناع ، وعارضه المطرفية بمدرسة أخرى في جانب المسجد وآذوه حتى انتهى الكلام إلى الإمام أحمد بن سليمان، فلم يزل يطوف البلاد وينهى الناس عن مذهبهم، حتى [أنه] أثر ذلك مع أكثر الناس ونفروا منهم إلا القليل، ونزل إلى اليمن لمناظرة العمراني الحنبلي الأصول، الشافعي الفروع ولم يجتمع به وإنما دارت بينهما مراسلات في الأرجح ومصنفات القاضي معروفة مشهورة قد ذكرها القاضي وغيره، منها: (النكت وشرحها) ، و(الأربعين العلوية) ، ورتب أمالي أبي طالب على هذا الترتيب المعروف وسماه (تيسير المطالب إلى أمالي أبي طالب) ، وغير ذلك في الأصول والفروع ، ولم يزل مدرسا بسناع حتى توفي سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة، وقبره بسناع معروف مشهور، عليه قبة صغيرة في أكمة وحوليه تلامذته كالحسن الرصاص وغيره [ رحمة الله عليهم ] .
Halaman 250