Tabaqat Para Syeikh di Maghrib
طبقات المشايخ بالمغرب لأبي العباس الدرجيني
Genre-genre
وعن أبي مرداس أنه رأى خطأ من غير قصد امرأة مكشوفة الرأس فصام سنة كفارة على ذلك لكثرة اجتهاده، وكان ذلك في أيام الربيع وقد خرج الناس ولم يبق في البلد إلا أبو مرداس فنظرت المرأة في البلد فقالت: ما بقي في البلد غير أبي مرداس ومثله لا أتحفظ عنه فرقت الدرج، فرآها، وذكر أن أبا مرداس فرغ ماء وضوئه فخرج يطلب الماء فطلبه من سبعة أبيات من جيرانه فلما لم يجد رأى أن قام عذره فعدل إلى التيمم، وعنه أنه قال: قد كفرت جارتنا اليوم مرارا، وذلك أنه سمع صوتها من خيمة إلى خيمه، وبينهما سبع قامات، ولعل الذي نسب إليها من الكفر إنما هو ألفاظ لم يقصد بها الكفر، وربما كانت ممن لا ينبغي مخاطبتها بالتعليم والإرشاد، فقال هذا القول منه ليسمعه من كان ينهاها ويعلمها، وذكر عنه أنه كان إذا قدم تاهرت فحصد الناس زروعهم، ولقط اللقاطون السنابل التي تبقى بعد اللقاطين ورعي المواشي تعقبهم أبو مرداس فيلقط ما يقوم بقوت عام، فيعتقد أن الذي بقي بعد اللقاطين ورعي المواشي إنما هو متروك.
ستشملنا اللعنة إذا سكتنا عن المنكر
وذكر عنه أنه كان بتاهرت ذات مرة فسمع رجلا يدعو رجلا آخر إلى الحق، فلم يجب دعوته وأعرض عنه فجاء أبو مرداس إلى دار الإمام فجعل يضرب فيها بالحجارة ويقول: بهلة"1" الله اليوم على من سكن هذه البلدة، فقال رجل للإمام: كيف نحن وهذه التي يذكر أبو مرداس، فقال نحن في وسطها إذا لم نأمر بالمعروف وننهي عن المنكر، والإمام حينئذ مشتغل بغسل يوم الجمعة، وكان أبو مرداس إذا نزلت عنده نازلة من مسائل الدماء كتب بها إلى عبد الخالق الفزاني يستفتيه، فيكون العمل بما يجاوبه به، وذلك لكونه يرى عبد الخالق أعلم أهل زمانه بالدماء وأحكامها.
Halaman 85