185

Tabaqat Para Syeikh di Maghrib

طبقات المشايخ بالمغرب لأبي العباس الدرجيني

Genre-genre

أبو زكرياء التكوتى ومنهم أبو زكرياء التكوتي، وأبو مرداس مهاصر- رحمهما الله - بلغا في العلوم النهاية، وجريا في أمر الصلاح إلى أقصى غاية، إلا أن أبا مرداس ممن هرب، وقنع بالخمول واعتمد على أن ما عدا أمر المعاد فصول، وأما أبو زكرياء فكان علما لكل الفضائل، ومعلما لكل ناهل، وذكر أن أبا مرداس كان يصلي في المسجد إذ سمع قائل يقول: من يعطيني شيئا الليلة، ينجيني وكان ذلك في مجاعة عظيمة فلما قضى أبو مرداس صلاته، قال: ما يقول هذا ؟ فأخبروه، فقال لهم: بادروه فقد أقام عليكم الحجة فابتدورا إليه فوجدوه خلف جدار المسجد ميتا ففرضوا ديته، فأدى أبو مرداس ما ينوبه منها، وذكر أبو الربيع عن شيوخه أن أبا مرداس كان إذا أراد زيارة إخوانه بتاهرت يجمع ما بالجبل من أموال الوصايا مما كان فيها من فضل عما عينت له فيحمله معه إلى تاهرت ليقوى به بيت مال المسلمين، ويتوخى في ذلك انتفاع أصحاب الوصايا.

أبو مرداس مهاصر يتحرج من إراقة دماء الموحدين

وذكر أن الإمام عبد الوهاب رضي الله عنه قال: ذاكرت أبا مرداس في الوجوه التي يحل بها أو بأحدها إراقة دماء الموحدين، فذكرت أحدها فتنكر وكره، فأمسكت عن باقيها ثم ذكر الإمام أربعين وجها وقيل سبعين وجها يحل بها دم من فعل شيئا فكيف لو سمعها أبو مرداس كلها على تحرجه.

Halaman 84