Tabaqat Para Syeikh di Maghrib
طبقات المشايخ بالمغرب لأبي العباس الدرجيني
Genre-genre
بينوا للمذنب ذنبه قبل التبرئ منه إبعاده فاتقوا الله ولا تجعلوا كل من نزل به بلاء من الله كافر فليتب من أنزله تلك المنزلة فإنه يصير على ما ترك من طاعة الله فاسقا كافرا، فإن العامل للمعصية كالتارك للطاعة، فأذكركم الله العظيم لأنفسكم لما اعتقدتم ذلك، فإن لكل منزلة سيرة ولكل شهادة حكما، ولكل حد عقوبة وقد بلغنا أن الرجل يكون فيكم زمانا لا ترون منه إلا ما يعجبكم من الرأي، والاجتهاد، والنسك، ثم أنه يصيب ذنبا فتخلعونه وتحقرونه من غير أن يعلم أنكم قد برئتم منه، ويرى أنكم عنه راضون ثم ينكر منكم أشياء لم يكن يراها قبل منكم، فيأتيكم فينشدكم الله ويسألكم النصيحة وأن تبينوا له ما يريبكم ولا يعجبكم، وأن ترضوا عنه، فتكتمون عنه، ولا تنصحون له، ولا ترضون عنه، وأذكركم الله لم لم تفعلوا ذلك؟ فإنه نقص لكم شديد وعيب في دين الله، ولم يكن ذلك في دين المسلمين قط، وإن كان ما بكم من أجل الذي أصاب فإن الله يغفر عند التوبة فاذكروا ما تصيبون من الذنوب فإن لكم في ذلك عبرة أن تعتبروا، وتقولون إنا إن استتبناه متى يتب فإنه يعود وما يدريكم ما يحدث الله بين الليل والنهار وما يحدث في القلوب؟ فيأتيكم تائبا فتردونه كما أتاكم، ولا تتولونه عند توبته فأذكركم الله العظيم ألا تشرعوا شيئا لم يأذن الله به، وأن لا تبتدعوا شيئا لم يكن في دين الله، ولا سنة رسوله عليه السلام ولا من بعده، وقد أكمل الله الدين ورفع التنزيل وكمل الكتاب ولم تجدوا لذلك يرهانا، لا آية محكمة، ولا سنة ماضية، أن تردوا على تائب توبته، فاتقوا الله فإن ذلك ليس بأيديكم منه شيء ولا تملكونه، وقال الله عز وجل: (قل لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربي إذا لأمسكتم خشية الأنفاق)(الاسراء: من الآية100) فإن كان ما بكم تقولون يعني إذا استتبناه من أمر عاد فيه فما يضركم من ضل إذا أنتم مهتدون بولايتهم حين يتوبون وأظهروا لكم المعروف تضلونهم حين عادوا إلى ما نهوا عنه وتابوا منه؟ قال الله تبارك وتعالى: (فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها وما أنا عليكم بوكيل)(يونس: من الآية108) وقال (فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين)(التوبة: من الآية11) وقال: ( فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم إن الله غفور رحيم)(التوبة: من الآية5).
وإن كان ما بكم أنكم تردون توبتهم فإن تقولوا إنهم يخدعوننا فاتقوا لله فان من يخدع بالله يخدع، ومن يخادع الله فهو المخدوع وتخرج ضغنته لوليه، ولا تأخذوا بالظن في ذلك، وتتركوا اليقين الذي ظهر لكم، ولا يكذبن ظنكم يقينكم.
Halaman 74