Tabaqat Para Syeikh di Maghrib
طبقات المشايخ بالمغرب لأبي العباس الدرجيني
Genre-genre
أما بعد: فإن الله تبارك وتعالى جعل من طاعته طاعة من عمل بها كانت له درجة ونافلة، وزيادة خير، ومن لم يعمل بها لم يزله عن إسلامه ولا يضره شيء ولم يكفر بها، وعليه حقوق يسئل بلاغها وجعل مما نهى عنه زواجر من انتهك حرمتها لم يقبل الله له صنيعا حتى ينتقل عنها، ومن زواجراه زواجر من أصاب منها شيئا لم يحبط عمله ولم يكن كافرا ولم يحق عليه ما حق على راكب الكبائر الموبقات، المهلكات ما لم يتخذها دينا، فيذكرها فيصر عليها ولا يتوب منها وجعل وظيفة طاعته إيمانا بالله واليوم الآخر والملائكة إلى آخر الآية(3) وصيام رمضان وحج البيت من استطاع اليه سبيلا، والوفاء بالعهود فهذه عرى الإسلام، ووظائف الدين، وأصل الأيمان، فمن رغبت عنه نفسه ويتبع غيره يكن من الخاسرين، فهذه العزائم من الطاعة، وجعل من طاعته الحج بعد الفريضة، والعمرة والصدقة والصيام بعد رمضان وقيام الليل والإنصات عند قراءة القرآن فمن بلغه الله هذه كانت له الفضيلة ومن لم يستطعها كان مسلما، ما استمسك بوظائف ما كان يعرف قبل ذلك من الحق، وهذا التطوع من طاعته وجعل مما نهى عنه أن لا تشركوا به شيئا، ولا تعبدوا إلا إياه، ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء، والزنا، وقذف المحصنات، وأكل مال اليتيم، فهذا كله موجب موبق بمن انتهك منه شيئا حتى يتوب إلى الله متابا، وكل معصية أصابها، مما نهى الله عنه وأوجب الله فيها عذابا في الآخرة ونكالا في الدنيا فإنه يصير بها كافرا، لا يقبل الله منه عملا حتى يتوب إلى الله متابا، ومما نهى عنه أن الله تبارك تعالى قال (يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ) (الحجرات: من الآية2) الآية، وقال: (لا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها) (الاسراء: من الآية110) (ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض ) (النساء: من الآية32. ) (ولا يأب كاتب أن يكتب كما علمه الله) (البقرة: من الآية282)، فهذا عيب ودنس من أصاب منه شيئا لم يبلغ الكفر ولم يزله عن إسلامه، ولم تخلع ولايته، ما اجتنب الكبار من المعاصي . وقال(إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم)(النساء: من الآية31) ، وقال: (أولئك الذين نتقبل عنهم أحسن ما عملوا ونتجاوز عن سيئاتهم)(الاحقاف: من الآية16). وقال (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله)(الزمر: من الآية53) ، فهذا اللمم من الذنوب من أصابه وهو مسلم يغفره الله، وقال (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء)(النساء: من الآية48). ما لم يتخذها دينا يدعو الناس إليها، ويستتاب حين يصيبها فإن أبى وأخذته العزة بالإثم وحمية الجاهلية وأصر على هذا فعند ذلك تخلع ولايته.
Halaman 72