Scenes from the Lives of the Companions

Abdul Rahman Rafat Al-Basha d. 1406 AH
28

Scenes from the Lives of the Companions

صور من حياة الصحابة

Penerbit

دار الأدب الاسلامي

Nombor Edisi

الأولى

فَلَمَّا بَلَغَهُ، وَهَمَّ بِإِحْرَاقِهِ اجْتَمَعَ حَوْلَهُ النِّسَاءُ وَالرِّجَالُ وَالأَطْفَالُ يَتْرَبَّصُونَ(١) بِهِ الشَّرَّ، وَيَنْتَظِرُونَ أَنْ تَصْعَقَهُ صَاعِقَةٌ إِنْ هُوَ نَالَ ((ذَا الكَفَيْنِ)) بِضُرٍ.

لَكِنَّ الطُّفَيْلَ أَقْبَلَ عَلَى الصَّنَمِ عَلَى مَشْهَدٍ مِنْ عُبَّادِهِ ...

وَجَعَلَ يُضْرِمُ النَّارَ فِي فُؤَادِهِ .. وَهُوَ يَرْتَجِزُ:

يَا ذَا الكَفَيْنِ لَسْتُ مِنْ عُبَّادِكَا

مِيلَادُنَا أَقْدَمُ مِنْ مِيلَادِكَا
إِنِّي خَشِيتُ النَّارَ فِي فُؤَادِكَا

وَمَا إِنِ التَّهَمَتِ النَّارُ الصَّنَمَ حَتَّى الْتَهَمَتْ مَعَهَا مَا تَبَقَّى مِنَ الشِّرْكِ فِي قَبِيلَةِ ((دَوْسٍ))؛ فَأَسْلَمَ القَوْمُ جَمِيعاً وَحَسُنَ إِسْلَامُهُمْ.

***

ظَلَّ الطُّفَيْلُ بنُ عَمْرٍو الدَّوْسِيُّ بَعْدَ ذَلِكَ مُلَازِماً لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ، حَتَّى قُبِضَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَى جِوَارِ رَبِّهِ.

وَلَمَّا آلَتِ الخِلَافَةُ مِنْ بَعْدِهِ إِلَى صَاحِبِهِ الصِّدِّيقِ، وَضَعَ الطُّفَيْلُ نَفْسَهُ وَسَيْفَهُ وَوَلَدَهُ فِي طَاعَةِ خَلِيفَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.

وَلَمَّا نَشِبَتْ حُرُوبُ الرَّدَّةِ نَفَرَ(٢) الطُّفَيْلُ فِي طَلِيعَةِ جَيْشِ الْمُسْلِمِينَ لِحَرْبِ مُسَيْلِمَةَ الكَذَّابِ، وَمَعَهُ ابْنُهُ عَمْرٌو.

وَفِيمَا هُوَ فِي طَرِيقِهِ إِلَى ((الْيَمَامَةِ)) رَأَى رُؤْيَا، فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ:

إِنِّي رَأَيْتُ رُؤْيَا فَعَبِّرُوهَا لِي.

(١) يتربصون به الشر: ينتظرون أن يُصيبَهُ الشَّرْ.
(٢) نَفَرَ: خرج للقتال.

32