Scenes from the Lives of the Companions
صور من حياة الصحابة
Penerbit
دار الأدب الاسلامي
Nombor Edisi
الأولى
Genre-genre
فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَوَضَّأَ وَصَلَّى وَرَفَعَ يَدَهُ إِلَى السَّمَاءِ، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَلَمَّا رَأَيْتُه كَذَلِكَ خِفْتُ أَنْ يَدْعُوَ عَلَى قَوْمِي فَيَهْلِكُوا ...
فَقُلْتُ: وَاقَوْمَاهُ ...
لَكِنَّ الرَّسُولَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ جَعَلَ يَقُولُ:
(اللَّهُمَّ اهْدِ دَوْساً ... اللَّهُمَّ اهْدِ دَوْساً ... اللَّهُمَّ اهْدِ دَوْساً).
ثُمَ الْتَفَتَ إِلَى الطُّفَيْلِ وَقَالَ:
(ارْجِعْ إِلَى قَومِكَ وَارْفِقْ بِهِمْ وَادْعُهُمْ إِلَى الإِسْلَامِ).
***
قَالَ الطُّفَيْلُ: فَلَمْ أَزَلْ بِأَرْضِ ((دَوْسٍ)) أَدْعُوهُمْ إِلَى الإِسْلَامِ حَتَّى هَاجَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى المَدِينَةِ، وَمَضَتْ بَدْرٌ، وَأُحُدٌ، وَالخَنْدَقُ، فَقَدِمْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعِي ثَمَانُونَ بَيْتاً مِنْ ((دَوْسٍ)) أَسْلَمُوا وَحَسُنَ إِسْلَامُهُمْ؛ فَسُرَّ بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَسْهَمَ (١) لَنَا مَعَ الْمُسْلِمِينَ مِنْ غَنَائِمِ ((خَيْبَرَ)) (٢) فَقُلْنَا:
يَا رَسُولَ اللَّهِ: اجْعَلْنَا مَيْمَنَتَكَ (٣) فِي كُلِّ غَزْوَةٍ تَغْزُوهَا، وَاجْعَلْ شِعَارَنَا:
((مَبْرُورٌ)).
قَالَ الطُّفَيْلُ:
ثُمَّ لَمْ أَزَلْ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ مَكَّةَ، فَقُلْتُ:
يَا رَسُولَ اللَّهِ، ابْعَثْنِي إِلَى ((ذِي الکَفَيْنِ)) صَنَمِ عَمْرِو بْنِ حُمَمَةَ حَتَّى أُحَرِّقَهُ ... فَأَذِنَ لَهُ النَّبِيُّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ؛ فَسَارَ إِلَى الصَّنَمِ فِي سَرِيَّةٍ مِنْ قَوْمِهِ.
(١) أسهم لنا: أعطانا سهماً.
(٢) خَيْبَرَ: واحَةٌ فِي الحجاز كان يسكنها اليهودُ.
(٣) مَيْمَنَتَكَ: جناح جيشِك الأيمن.
31