44

Sun Yat Sen

سن ياتسن أبو الصين

Genre-genre

وإنه ليخلص من ثقافة العلم والعمل إلى عقيدة راسخة، الحكومة الجمهورية والنظام الدستوري على الأصول الديمقراطية، ويحسب الحساب لجدة هذا النظام في الشعب الأمي فيرجئ التوسع فيه ويرجو أن يؤتى ثمرته بعد فترة من الإرشاد وفترة من الإعداد، مع إعلان سيادة الشعب عند إعلان الجمهورية.

وقد كان سن ياتسن أبا كسائر الآباء، يتعجل الأمل حيث تبطئ به الحوادث ما ينتظر منها وما يأتي فجأة على غير انتظار، فظن أن الشعب يتعود النظام الجديد بعد سنوات، ثم يتوسع فيه كلما درج عليه مرحلة بعد مرحلة، فلما خاب أمله كانت مرارة الخيبة على قدر قوة الأمل، ولم يغالط نفسه ولا أخفى على غيره وقع هذه الصدمة، فقال في ألم شديد:

أرادت الصين منذ الثورة أن تقتدي بأوروبة وأمريكا في تطبيق الديمقراطية السياسية، ولما كانت الديمقراطية السياسية الغربية قد وصلت إلى النظام التمثيلي وجب تطبيق النظام التمثيلي أيضا في الصين! إلا أن الجوانب الحسنة من النظام التمثيلي لم تدركها الصين وأدركت مساوئه عشرة أضعاف بل مائة ضعف، ومسخ أعضاء المجلس خنازير ملوثين بالقذر والفساد على مثال لم يعهد من قبل، ويا لها من بدعة مذهلة في الحكم النيابي، فإن الصين لم تقصر في الاقتداء بالديمقراطية الغربية وحسب، بل جاءتها هذه الديمقراطية ممسوخة فأصابتها بالضرر وأفسدتها. •••

قال بعض مترجميه: «إنه مزيج من أنبياء المسيحية الأولى، ومن نابليون، ومن ثوار أمريكا الوسطى.»

وذلك وصف صادق للرجل ولا سيما يقين القداسة فيه، فما من صورة لسن ياتسن تكمل بغير ملامحها الدينية من جانب إيمانه بالقداسة أو جانب اعتماده على إيمان الآخرين بها.

كان نبيا للوطنية حيث لا أنبياء للدين، وكان يعلم تقديس أبناء قومه لأسلافهم فيحرص على هذا التقديس ويحاول أن يجريه في مجرى الإيمان بالوطنية والفخر بالتراث القومي، عسى أن يعتصم به القوم في مستقبلهم ولا يبددوه كله على الماضي وذكراه الخالية.

ومن نبوته الوطنية أنه كان عظيم الاعتداد بعهد الولاء، فإذا فرط أتباعه في أمانتهم آلمه هذا التفريط وراح يتقصى أسبابه فلا ينسى منها - بل في مقدمتها - أنهم لم يعطوا العهد ولم يقسموا يمين الولاء. وكان على يقين أن تفريط رجل لا تراجعه ذكرى يمين أقسمها سهو غير مستغرب. أما الذي توقظ له الذاكرة قسما راصدا في كل لحظة فالتفريط منه مقترن بشعور الإجرام، وقد يثنيه وخز الضمير عن الخيانة التي يشهد بها على نفسه كلما ذكر العهد وردد يمين الولاء، وأشفق من وصمة الإجرام والنزول بنفسه منزلة المجرمين.

لقد كان يعمل عمل الزعماء.

وكان يشعر شعور الآباء، ويحاسب الناس حساب القديسين الشهداء.

في الحياة البيتية

Halaman tidak diketahui