102

Sun Yat Sen

سن ياتسن أبو الصين

Genre-genre

وإنهم اليوم ليعاملون الصين كأنها سوق مستعمرة ويقبضون بأيديهم على حقوق السيادة الصينية وعلى شئونها المالية، فلا يسعنا وهذه حالهم وحالنا أن نتفرد بعلاج مبدأ المعيشة، وعلينا أن نستولي على الجانب السياسي ونلغي المعاهدات الجائرة ونسترد مكوس الموانئ من الأيدي الأجنبية، ونستطيع بعد ذلك أن نزيد المكوس وأن نتبع خطط الحماية الجمركية، وأن ندفع سيل الواردات المتدفق على بلادنا كي يتسع المجال أمام صناعتنا للتطور والانتشار.

وعلى الصين أن تأخذ بناصر السلع الوطنية وتقاطع السلع الأجنبية، ولطالما أثرنا الثائرة حول هذه المسألة ولم نظفر بمعاونة من الأمة؛ فأخفقت الحملة وحبط السعي، وهذا مع صعوبة النجاح حتى في حالة التعاون بيننا وبين الأمة، لضعف حكومتنا وقصور مساعيها السياسية.

فليس في طاقتنا أن نسيطر على مكوسنا البحرية وهي بين الأيدي الأجنبية، وليس في طاقتنا أن نزيد مكسا من المكوس، وليس في طاقتنا من أجل هذا أن نرفع ثمن المنسوجات الأجنبية ونهبط بتكاليف المنسوجات الوطنية، وما دامت المنسوجات التي ترد من الخارج أقل ثمنا من منسوجاتنا فليس في طاقتنا أن نحول الشعب من شراء الصنف الأجنبي إلى شراء الصنف الوطني بأكثر من ثمنه، وغير مجد أن نهيب بالناس أن يجتنبوا الأكسية الأوروبية ولو بذلك ينقض قواعد الاقتصاد في حياة كل فرد من عامة الأفراد.

لا مناص إذن من الاعتماد على القوة السياسية لتدبير الكساء وتعويد الأمة أن تلبس من منسوجات بلادها وتجتنب المنسوجات الواردة من البلاد الخارجية. (9) لوازم المعيشة من كتاب تنمية الصين الدولية

The International Development of China

في البرامج الأربعة السابقة حصرت القول في إنشاء الصناعات الأساسية التي تعتبر مفاتيح الصناعة.

وفي هذا البرنامج سأحصر القول في طائفات من الصناعات الأصلية التي تحتاج إلى المعونة الأجنبية، وأعني بالصناعات الأصلية تلك الصناعات التي تزود كل فرد وكل أسرة بضرورات العيش ومرفهاته.

وغني عن القول أن قيام الصناعات الأساسية أو مفاتيح الصناعة سيتبعه من تلقاء نفسه نشوء الصناعات المختلفة الأخرى خلال أجزاء البلاد في فترة قصيرة، فقد حدث مثل ذلك في أوروبة وأمريكا بعد الثورة الصناعية.

ولا شك أن قيام الصناعات الأساسية يتكفل بتدبير العمل الكثير من الأيدي ويرفع مستوى المعيشة بين العمال، وعند ارتفاع الأجور ترتفع كذلك أثمان الضرورات والمرفهات، ومقصدنا من هذا البرنامج هو المساعدة على خفض تكاليف المعيشة في الصين أثناء نشأتها الدولية، بحيث يحصل الشعب على الضرورات والمرفهات وعلى الأجور الحسنة في وقت واحد.

من المتداول بين الناس أن الصين أرخص البلاد وأقلها كلفة، وهو سوء فهم يرجع إلى تعود الناس أن يقيسوا كل شيء بقيمة العملة، ولكننا حين نقيس تكاليف المعيشة بما يلزمها من العمل نرى أن الصين أغلى البلاد وأعظمها كلفة بالنسبة إلى العامل، فإن العامل اليدوي يقضي في عمله من أربع عشرة إلى ست عشرة ساعة كل يوم ليكسب قوته، وليس في وسع كاتب الدكان أو معلم المدرسة أن يكسب أكثر من مائة دولار في السنة، ويحتاج الزارع لسداد الضريبة والإيجار أن يعيش عيشة الكفاف من يده إلى فمه كما يقال.

Halaman tidak diketahui