211

Stopping the Temptation: A Critical Study of the Instigators' Suspicions and the Trials of Jamal and Siffin According to the Methodology of the Muhaddithin

وأد الفتنة دراسة نقدية لشبهات المرجفين وفتنة الجمل وصفين على منهج المحدثين

Penerbit

دار عمار للنشر والتوزيع

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م

Lokasi Penerbit

عمان - المملكة الأردنية الهاشمية

Genre-genre

بعد قتل عثمان إلى أن مات في أواخر خلافة معاوية " (^١).
وأخرج البخاري عن حرملة، قال: " أرسلني أسامةُ إلى عليّ، وقال: إنّه سيسْألكَ الآنَ، فيقول: ما خلَّفَ صاحبك؟ فقل له: يقول لك: لو كنْتَ في شِدْق الأسد لأحبْبتُ أن أكون مَعَكَ فيه، ولكن هذا أمرٌ لم أره " (^٢) أيْ أنّ عليًّا سيسأله عن سبب تخلّف أسامة بن زيد عن حادثتي الجمل وصفّين، ويطلب منه أن يعتذر له أنّه يحبّ أن يكون معه على السّرّاء والضّراء، لكنّه لا يرى القتال بين المسلمين.
وأسامة بن زيد حبّ رسول الله ﷺ ومن آل البيت، أمّه أمّ أيمن حاضنة النَّبيِّ ﷺ، كان النَّبيُّ ﷺ يُجلسه على فخذه ويُجلسُ الحسن على فخذه الآخر ويدعو لهما، روى البخاري عن أسامة بن زيد ﵄ عن النَّبيِّ ﷺ: " أنّه كان يأْخُذُهُ والحسنَ، ويقول: اللهمّ إنّي أحبُّهما فَأحبَّهما " (^٣).
ومنهم سعد بن أبي وقّاص ﵁، فقد أخرج أحمد بسند صحيح عن عمر ابن سعْد عن أبيه أنّه قال: " جاءه ابنه عامر، فقال: " أيْ بُنيَّ، أفي الفتنة تأمرني أن أكون رأسًا؟! لا والله حتّى أُعْطَى سيفًا إن ضَرَبْتُ به مُؤمنًا نَبَا عنه، وإن ضَرَبْتُ به كافرًا قَتَله!! سمعْتُ رسول الله ﷺ يقول: إنَّ اللهَ ﷿ يُحبُّ الغَنيَّ الخَفيَّ التَّقيَّ " (^٤).
وأخرج الحاكم بإسناد صحيح عن معمر عن أيوب عن ابن سيرين، قال: " قيل لسعد ابن أبي وقاص: ألا تقاتل؟ فإنّك من أهل الشّورى، وأنت أحقّ بهذا الأمر من غيرك، قال: لا أقاتل حتّى تأتوني بسيف له عينان، ولسان وشفتان، يعرف الكافر من المؤمن، قد جاهدتُ وأنا أعرفُ الجهادَ، ولا أبخع بنفسي إن كانَ رجلًا خير منّي " (^٥).

(^١) ابن حجر " الإصابة " (م ١/ج ١/ص ٢٩/رقم ٨٩).
(^٢) البخاري " صحيح البخاري " (م ٤/ج ٨/ص ٩٩) كتاب الفتن.
(^٣) البخاري " صحيح البخاري " (م ٢/ج ٤/ص ٢١٦) كتاب أحاديث الأنبياء.
(^٤) أحمد " المسند " (ج ٢/ص ٢٤٦/رقم ١٥٢٩).
(^٥) الحاكم " المستدرك " (ج ٤/ ص ٤٤٣) كتاب الفتن والملاحم، وقال: هذا حديث صحيح على شرط= = الشيخين ولم يخرّجاه. وأخرجه عبد الرّزاق " المصنّف " (ج ١١/ ص ٣٥٧/ رقم ٢٠٧٣٦) كتاب الجامع.

1 / 212