Siar dan Epik Rakyat Arab
السير والملاحم الشعبية العربية
Genre-genre
3
مثل نهيق حمار الزير سالم، حين تركه على باب بئر سبع، ونزل ليملأ كوزا من البئر؛ الذي أيقظ أسدا نائما، فالتهم حمار الزير، الذي واصل بدوره الانتقام من سباع بئر سبع الفلسطينية.
فما من حيوان أو طائر أو نبات لم تصاحبه مجموعة مأثورات وحكايات تحدد أوصافه وأخص معالمه، وتحيطه بتفسير عصور ما قبل العلم في الحكايات العربية السامية بخاصة.
والربط بين الجن والحيوانات والهوام والأشجار، يشير مباشرة إلى انحدارها من الطوطمية، وهو ما كنته القبائل السامية خاصة أصحاب الوبر، من عرب وعبريين فكانوا يتسمون باسم الحيوان، ويحرمون التلفظ باسمه، ومن هنا جاءت المرادفات المتعددة للحيوان الواحد، وذكر المستشرق هيود أن لدى العرب خمسين كلمة للدلالة على الأسد، ومئتين للثعبان، وثمان للعسل، وأكثر من ألف للسيف.
ذلك أن للعرب الساميين باع ملحوظ في أنهم موطن ومصدر هذه الحكايات الطوطمية، قبل الهنود الآريين، والإغريق الهلينيين والرومان، وهو بالطبع ما تسلاب في تراثنا من السير والملاحم.
فالرقيق الإغريقي الذي يعد أهم وأقدم مصدر لهذه الحكايات الحيوانية «أيسوب»، يرى البعض - ومنهم كراب - أنه كان رقيقا ساميا يشتغل بالكتابة، وجمع هذه المأثورات في أيونيا ، ومن هنا وصلت هذه الحكايات من الشرق السامي إلى الغرب، وأنها ارتحلت أيضا من الشرق السامي إلى الهند، مع ما ارتحل إليها من ثقافة العراق وما بين النهرين.
وتحفل قصص الخلق الأولى، والطوفان - البابلي والعبري - بمثل هذه الحكايات، كذلك حكاية أشجار
4 «يوثام» التي أولاها فريزر اهتماما خاصا.
كما تحفل الآداب الجاهلية والإسلامية بالآلاف المؤلفة من هذه الحكايات، عند الجاحظ، والدميري، وغيرهما.
ثم لماذا نذهب بعيدا، والمصدر الأكثر قدما من أيسوب ذاته، وهو الشخصية الخرافية العربية السامية الحكيم لقمان، الذي أوضحت المكتشفات الحفائرية الأركولوجية أصله البابلي، وعلى هذا فهو أسبق خمسة عشر قرنا من أيسوب، الذي يرى البعض خطأ أنه هو بذاته النبي أيوب نبي الآدوميين، السوريين والأردنيين. •••
Halaman tidak diketahui