Siar dan Epik Rakyat Arab
السير والملاحم الشعبية العربية
Genre-genre
قال الراوي:
15 «وكان الرشيد أشجع بني العباس وأقواهم قلبا وأوفرهم فهما، واستوزر جعفر بن يحيى البرمكي والفضل بن الربيع، وأمر بجمع العساكر والأجناد، وقال: أنا أريد بنفسي أن أتولى الجهاد، وأن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله محمد رسول الله، وأنا لا بد ما أدخل بلاد الروم وأحثهم على القتال حتى يزنوا الجزية والمال، كما أمر الملك المتعال. فعندها جمع العساكر والأجناد، وقامت الدنيا على ساق وقدم، وسار الرشيد بعزم ونية إلى أن وصل إلى ملطية.»
16
وتوقفنا السيرة - خلال أحداثها المتلاحقة بالحرب على طول آسيا الصغرى وجنوب أوروبا - على القنوات المتصلة بمصادرة المعلومات والتجسس؛ فبينما السيرة تصل في إدانتها لقاضي قضاة المسلمين في ذلك العصر المدعو: عقبة ؛ حيث إنه كان يعمل لحساب الروم البيزنطيين، وملكهم مانويل، كان أبو محمد البطال
17
يواصل بعث عيونه وجواسيسه وبصاصيه داخل القسطنطينية، بل داخل قصورها الإمبراطورية ذاتها، وداخل الكاتدرائيات والأديرة والكنائس الجاثمة المهيمنة على شئون الأمن والسياسة، ومركز تقرير القرار وتنفيذه على جبهات القتال الضاري، بدءا من الكوفة ونصيبين حتى القسطنطينية المحاصرة بالجيوش العربية، وعلى رأسها التحالف العربي الفلسطيني «البحري» بقيادة ذات الهمة وابنها الأمير الفاتح عبد الوهاب والأمير البطال، وهو المناط به وبأعوانه وتابعيه من العيارين؛ البراعة الفائقة في جمع المعلومات والتلصص على حركات الجيوش ونقلها، ونوعية الأسلحة المستخدمة، وكل ما يعن ويطرأ عليها من جديد؛ من ذلك: المتفجرات النفطية، أو النار الإغريقية، التي - كما ذكرنا - كان أسبق من اخترعها أسير أو لاجئ سوري دمشقي وعن طريق استخدام جيوش ذات الهمة لها أمكن احتلال جزيرة رودس عام 672 وكريت عام 674 ميلادية.
فكما تذكر الثوابت التاريخية،
18
فإن هذه الحملة التي قادها هارون الرشيد، كانت بمثابة الحملة الرابعة والأخيرة، التي تمكنت من الوصول إلى القسطنطينية عاصمة الروم وفرض الجزية والاستسلام على إمبراطورتها إيرين.
ومرجع هذا الانتصار بالطبع هو حنكة الرشيد وتفهمه لجذور الانقسامية، من عصبية قبلية شوفينية، تمثلت أول ما تمثلت في ذلك الصراع والاقتتال الانقسامي الضاري بعيد الجذور، بين القبيلتين المهيمنتين في كلا الحرب والسلم، وهم: بنو كليب الفلسطينيين وأميرتهم ذات الهمة، ومنازعيهم بنو سليم القيسيين، عرب شمال الجزيرة العربية وعمورية، بل وفلسطين ذاتها.
Halaman tidak diketahui