باغية في قتلهم عمارا ولقوله لعمار قاتلك وسالبك في النار. وروى إن أبا سفيان اقبل راكبا جملا يقوده معاوية ويسوق عتبة فقال لعن الله السايق والقايد والراكب واجمع أصحاب علي والعارفون من أصحاب معاوية إن معاوية باغ في سفكه الدماء وسيأتي بيان ذلك فان قلت قال عليه السلام في الحسن سيصلح ما بين فئتين عظيمتين من المسلمين قلت لو ثبت هذا الحديث لما اتفق جميع اصحابه على تعييبه حتى سموه مذل المؤمنين بعد امير المؤمنين يا عار المؤمنين ولو كان الفعل لله لم يشترط عليه إن الامر من بعده له وايضا لا يجوز له أن يسلمها لمعاوية وقد علم انه لا يعمل بكتاب الله وان علم انه يعمل بكتاب الله فقد تحقق إن من قاتله باغ ضال هذا تخليط صدق ابن عباس في قوله له لانتم احق بيت في العرب أن تتيهوا.
دولة معاوية وايامه
لما غصب الناس الملك وقهر الناس بسيفه واذا رأى الحسن رحب واعطاه ثلثمائة الف وحمل الأئمة الجورة على رقاب المسلمين واصطفى لنفسه البيضاء والصفراء وتكلم الحسن عنده يوما فزجره فقال الحسن اياى تزجر ثم افتخر عليه فقال معاوية كنت بالامس حولك مائة الف سيف يغمدها رضاك ويسلها غضبك فتركت ذلك اما ضعفا عنه فانت اليوم اضعف واما زهدا فاليوم احرى أن تزهد فلا يوردك لسانك موردا يقل فيه اخوانك واخدافك في كلام يصغره به قال ابن عبد البر لما بايع الحسن لمعاوية قال عمرو لمعاوية مره أن يخطب فكره
Halaman 57