75

Rahsia Yang Mengganggu Saya

سر يؤرقني

Genre-genre

لكن روبينا ردت بصرامة: «ألا تعرف منزل من هذا؟»

على ما يبدو كان هناك أناس لا يعرفون هذا. «ألا تعرف من يسكن هذا المنزل؟ إنه ستومب تروي.»

ولكن يبدو أنه لم يستوعب الأمر، لذلك أكملت شرحها، قائلة: «ستومب تروي مقطوع الأرجل! أظنه لن يستطيع الإسراع بالخروج منه، أليس كذلك؟ إنه لا يزال هناك.»

قال الرجل بخشوع: «يا إلهي! يا إلهي! سوف يتفحم هناك!»

في هذه اللحظة أحدثت النيران دويا مفاجئا، كان أشبه بصوت احتكاك قوي، كألواح خشبية، أو آلة لتجزيز الحشائش تجر فوق أرضية خرسانية. لم أكن أتصور قط أن تصدر النيران صوتا كهذا، صوتا غليظا مختلطا، الصوت الذي يطلق عليه الناس جلبة. داخل هذه الجلبة كان ستومب تروي يصرخ بشدة؛ ترى هل كان يصرخ طالبا النجدة؟ لو فعل، فإن صوت النيران العالي كان سيغطي على صوته، ولن يستطيع أحد هنا سماعه.

لم يكن منتصف الليل قد حل بعد، لذلك فإن معظم الناس لم يكونوا قد ذهبوا لكي يناموا بعد، أو نهضوا من سباتهم. الطريق كان ممتلئا بالسيارات الآن. الكثير من الناس كانوا جالسين فقط في السيارات، يشاهدون، ولكن خرج عدد كبير من سياراتهم أيضا، يتجولون خلف رجال الإطفاء أو واقفين خلف سياج المنزل، وكانت النيران منعكسة على وجوههم. حتى إن الأطفال لم يكونوا يجرون حولنا، حيث استحوذت النيران على اهتمامهم. رأيت إخوة وأخوات روبينا الصغار، بعضهم على الأقل. لا بد أنهم قد شاهدوا النيران من منزلهم - في هذا الوقت لا بد أن وهج النيران كان ظاهرا في السماء - وساروا كل هذا الطريق إلى هناك، خلال الغابة في ظلام الليل. رأتهم روبينا أيضا ونادت عليهم في الحال. «فلورنس! كارتر! فيندلي! ابتعدوا جميعا بعيدا عن هذا الحريق!»

كانوا بعيدين في الخلف على أي حال، ولم يكونوا قريبين من الحريق كما كنا نحن.

لم تسأل أين جيمي ودوفال، اللذان لم يكونا قط ليفوتا فرصة مشاهدة مشهد كهذا. طرحت أنا بدلا منها هذا السؤال. «فلورنس! أين جيمي ودوفال؟»

وفجأة ارتفعت ذراع روبينا السليمة لتهوي بها على وجهي في لطمة طالت فمي، أشد ضربة أحسست بها على الإطلاق، أو يمكن أن أشعر بها. كانت هذه الضربة مفاجئة جدا لي، لدرجة أني تصورت أنها ذات صلة بهذه النيران (لأن الناس كلهم كانوا يقولون: «احترسوا، سوف ينفجر المنزل عن آخره، الجدران سوف تتطاير!») أو أن ذراع روبينا ارتفعت لمنع شيء آخر من الاصطدام بي. وفي نفس اللحظة، انهار السقف أخيرا، وجرى الناس مبتعدين. ارتفعت ألسنة اللهب إلى عنان السماء، وانطلقت أيضا - وتقريبا في نفس الوقت - صيحة من الجانب الآخر من فناء المنزل، مع أنني لم أستطع فهم سبب هذه الصيحة إلا فيما بعد، حتى إنني كنت قد اعتقدت، وأنا في حالة الارتباك، أن هذا الصوت له علاقة بضربة روبينا لي. في الحقيقة، كانت هذه الصيحة لهاوارد تروي، الذي اندفع من المكان الذي كان جالسا به مباشرة إلى مدخل الباب المتداعي المشتعلة به النيران، وكان الأوان قد فات لينقذه أحدهم، إن كان هناك من سيفعل ذلك، وقد فات الأوان أيضا لينقذ نفسه.

بعد ذلك ظهرت الكثير من التفسيرات لما حدث؛ أحدها أنه كان يقصد أن يجري في الاتجاه الآخر، بعيدا عن النيران، ولكن بسبب جنونه المؤقت جرى مباشرة إلى داخل النيران. ثمة تفسير آخر يقول إنه سمع أباه يصرخ مناديا عليه وكان لا يزال يعتقد أن بمقدوره إخراجه من المنزل، أو لعله اعتقد أنه سمعه يصرخ مناديا عليه؛ فحينئذ لم يكن ستومب تروي بحالة تسمح له بالنداء على أحد. من شأن ذلك التفسير أن يجعل من هاوارد تروي بطلا، ولم يكن هذا مقبولا من أي أحد، مع أن بعض الناس المستغربين مما حدث تعلقوا بهذا التفسير، وكانت أمي من بين هؤلاء الناس.

Halaman tidak diketahui