Rahsia Yang Mengganggu Saya
سر يؤرقني
Genre-genre
لم يكن هناك شيء يطفو، فالماء لن يصل لركبة شخص بالغ؛ كان بارتفاع حوالي خمس بوصات في بعض المواضع، وبارتفاع بوصة أو اثنتين في مواضع أخرى، فالأرض غير مستوية بشكل كبير. وصل الماء أسفل الأريكة والكراسي وترك أثره عليها، وتسرب إلى الأدراج السفلية والخزانة، وحجب قاعدة البيانو. وتخلخل الماء بلاطات الأرض، وتشبعت السجاجيد تماما بالماء، وكانت أطراف الشراشف تقطر ماء، وأصاب سخانها الأرضي التلف.
ارتديت ملابسي، ولبست حذاء هوجو طويل الرقبة، وأخذت الممسحة ونزلت إلى أسفل. بدأت في نزح الماء باتجاه البالوعة خارج الباب، أما دوتي فصنعت لنفسها كوبا من القهوة بمطبخي، وجلست بعض الوقت على الدرجة العليا تشاهدني، تتفوه بنفس العبارات؛ لقد شربت زجاجتي بيرة وغطت في نوم عميق، على غير العادة، ولم تسمع المضخة تتوقف عن العمل، ولا تعرف لماذا تعطلت، وإذا تعطلت فكيف ستشرح لوالدتها أنها تعطلت، وهي بالتأكيد ستحملها المسئولية وتحملها التكاليف. ارتأيت أنا أن هذا من حسن حظنا (حسن «حظنا»؟) فتوقع دوتي القليل من سوء الحظ، واستساغتها له، جعلها أبعد عما كان سيقوم به أي شخص آخر من تحري ما حدث من خطأ. وبعدما انخفض منسوب الماء قليلا، ذهبت دوتي إلى غرفة نومها وارتدت ملابسها ولبست حذاءها - اضطرت لتنشيفه أولا - وأحضرت ممسحتها، وأتت لمساعدتي. وقالت:
هذه الأشياء لا تحدث لي، أليس كذلك؟ أنا لم ألجأ لقراءة طالعي قط. كان لي صديقات يلجأن إلى قراءة طالعهن دائما، وكنت أقول لا عليكن بي، فأنا أعرف ما سيحدث لي، وهو ليس بالشيء الجيد.
صعدت إلى أعلى، واتصلت بالجامعة بحثا عن هوجو، أخبرتهم أنه أمر طارئ، ووجدوه في المكتبة، فقلت له: «لقد غرقت.» «ماذا؟» «لقد غرقت؛ شقة دوتي تحت الماء.» «لقد شغلت المضخة.» «يا لطيب ما فعلت! لقد شغلتها هذا الصباح.» «انهمر المطر بغزارة هذا الصباح، ولم تستطع المضخة استيعابه. كان ذلك بعد أن شغلت المضخة.» «لم تستطع المضخة استيعابه الليلة الماضية؛ لأن المضخة لم تكن تعمل الليلة الماضية، ولا تقل لي مرة أخرى إن المطر انهمر بغزارة.» «حسنا، لكنه بالفعل انهمر، أنت كنت نائمة.» «إنك لا تدرك ما الذي تسببت به، أليس كذلك؟ إنك حتى لم تحمل نفسك عناء البقاء لتشاهد ما حدث. كان يجب أن أرى ما حدث، كان يجب أن أتعامل مع الأمر، كان يجب أن أستمع لتلك المسكينة.» «سدي أذنيك.» «اخرس أيها الأحمق عديم الأخلاق.» «آسف، كنت أمزح، آسف.» «آسف! أتقول تلك الكلمة اللعينة الآن! أنت من تسببت في هذه الفوضى، وقد حذرتك من هذا، تأتي الآن لتقول مجرد كلمة لعينة.» «يجب أن أذهب إلى ندوة، آسف. لا أستطيع التحدث الآن، لا طائل من التحدث إليك الآن، لا أعرف ما الذي تحاولين دفعي لقوله.» «أنا فقط أحاول أن أجعلك «تدرك» ما حدث.» «لا بأس، أنا أدرك ذلك، ولكني لا أزال أعتقد أنه حدث هذا الصباح.» «أنت لا تدرك، ولن تدرك شيئا.» «أنت تهولين الأمر.» «أنا أهول!»
وانتهى نصيبنا معا إلى هذا الحد. أما والدة دوتي فلم تكن مثلها يمكن أن تتغاضى عن تفسيرات لما حدث، ففي النهاية ما تلف من بلاطات الأرض وورق الحائط هو لها. لكن والدة دوتي كانت مريضة، فهذا الجو البارد الرطب هد قواها، وانتقلت إلى المستشفى لإصابتها بالتهاب رئوي هذا الصباح، في حين ذهبت دوتي إلى منزل والدتها لرعاية المقيمين به. كانت رائحة القبو عفنة ومقززة. انتقلنا نحن أيضا من المكان بعد مدة قصيرة؛ كان هذا قبل ولادتي كليا، ونزلنا بيتا شمال فانكوفر، يمتلكه بعض أصدقائنا الذين سافروا إلى إنجلترا. تراجع الشجار ما بيننا في غمار الانتقال، لكنه في الواقع لم يحل قط؛ لم يتنازل أحدنا عن المواقف التي اتخذها أثناء المحادثة الهاتفية؛ حينما قلت له أنت لا تدرك، ولن تدرك، وقال لي ما الذي تدفعينني لقوله؟ وتساءل بعقلانية: لم كل هذه الجلبة بشأن هذا الموضوع؟ وقد يتساءل أي شخص هذا التساؤل. بعد فترة طويلة، رحلت بعيدا عنه، وتساءلت أيضا؛ كان من الممكن أن أشغل المضخة كما قلت، وأتحمل مسئولية كلينا، وأتصرف كامرأة واقعية وصبورة - أي امرأة متزوجة بحق كانت ستفعل ذلك - كما أنني متأكدة من أن ماري فرانسيس كانت ستفعل ذلك، بل فعلته عدة مرات طوال مدة زواجها التي استمرت عشر سنوات؛ أو كان من الممكن أن أخبر دوتي حقيقة ما حدث، مع أنها ليست فكرة جيدة. كان يمكن أن أقول لشخص ما، إذا كان ذلك مهما، مسببة لهوجو المتاعب، وأتركه يتجرع مرارة التعب، لكني لم أفعل، لم أستطع حمايته حماية كاملة أو رفع الغطاء عنه وتركه عاريا، ظللت فقط أجلده بسوط اللوم، أو سوط اليأس أحيانا، وأنا أشعر أنني سأغرس أظافري برأسه وأفتحه، وأصب به وجهة نظري وتصوري عما يجب عليه فهمه. يا للغطرسة! يا للجبن! يا لسوء النية! شيء لا يمكن تجنبه. «مشكلتكما هي الاختلاف.» هذا ما قاله لنا مستشار الزواج بعد ذلك، ضحكنا حتى البكاء في القاعة الموحشة بمبنى البلدية بشمال فانكوفر، حيث تجرى مباشرة استشارات الزواج، قلنا إنه من المريح أن نعرف مشكلتنا؛ إنه الاختلاف. •••
لم أقرأ قصة هوجو هذه الليلة؛ تركتها مع كليا، التي لم تقرأها أيضا كما اكتشفت فيما بعد. قرأتها عصر اليوم التالي؛ فقد عدت إلى المنزل حوالي الساعة الثانية من مدرسة البنات الخاصة؛ حيث أعمل هناك مدرسة تاريخ بدوام جزئي. أعددت كوبا من الشاي كعادتي، وجلست بالمطبخ لأستمتع بالساعة المتبقية قبل عودة الأولاد من المدرسة؛ أبناء جابرييل. رأيت الكتاب لا يزال فوق الثلاجة، فأخذته وبدأت في قراءة قصة هوجو.
كانت القصة بالطبع عن دوتي، لقد تغيرت بالطبع في بعض المواضع غير المهمة، كما كان الحدث الأساسي بها مختلقا، أو نستطيع القول إنه منقح قليلا عن الحقيقة. لكن المصباح مذكور هنا، وثوب الشانيل الوردي، وأيضا أمر آخر كنت قد نسيته بخصوص دوتي: عندما تتحدث إليها تستمع إليك وفمها مفتوح قليلا، وتومئ برأسها، ومع آخر كلمة من الجملة التي تقولها تصدر صوتا كأنها تتابع الكلام، إنها عادة مؤثرة ومزعجة. كانت تتعجل بالموافقة، كانت تتمنى فهم الموضوع. تذكر هوجو ذلك جيدا، ولكن متى تحدث هوجو إليها؟
هذا لا يهم، المهم هو أن هذه القصة التي كتبها هوجو جيدة جدا بالفعل، هذا مبلغ ما يمكنني أن أصفها به. لكم أجدها صادقة وبديعة، هذا ما وجدت القصة عليه وأنا أقرؤها. يجب أن أعترف أنني تأثرت تأثرا جما بقصة هوجو، وكنت ولا أزال سعيدة بها، ولم أتأثر بحيله. وإذا تأثرت بها فإنها حيل جيدة ولطيفة وصادقة. فأجد دوتي كأنها انتقلت هنا بكيانها من الحياة، بارزة في تلك الهالة البديعة الواضحة التي قضى هوجو طوال حياته يتعلم كيف يرسمها. إنه سحر لا سبيل إلى مقاومته، من الممكن أن تقول إنه نوع خاص من الحب السخي دون عواطف، نوع رقيق من الإحسان سعيد الحظ من يحظى به. كانت دوتي إنسانة محظوظة، والناس الذين يفهمون ويقدرون هذا الفعل يعلمون ذلك (بالطبع لن يفهم كل شخص أو يقدر هذا الفعل)؛ كانت محظوظة لتعيش بالقبو هذه الشهور القليلة ليئول بها المطاف إلى هذا، مع أنها لا تعي ما حدث، ولا تهتم به، غالبا، حتى إن عرفته. لقد دخلت عالم الأدب، وهذا لا يحدث لكل الناس.
لا تستأ، فالاعتراضات التهكمية من عاداتي؛ وأخجل من هذه العادة قليلا، فأنا أحترم ما حدث، وأحترم النية، وأحترم المجهود، وأحترم النتيجة. تقبل شكري.
اعتقدت أنني سوف أكتب خطابا إلى هوجو. وطوال الوقت الذي أعددت فيه العشاء، وتناولته، وتحدثت فيه مع جابرييل والأولاد، كنت أفكر أني سأقول له: كم من الغريب أننا تشاركنا، وما زلنا نتشارك، نفس المخزون من الذكريات، وأن التوافه والخلافات، ما اعتبرته سقط متاع؛ كانت له شيئا يانعا، وصالحا، وقابلا للاستثمار. وأيضا أود أن أعتذر له - ليس بالمطلق - عن أنني لم أصدق أنه سيصبح كاتبا؛ في الواقع هو اعتراف، وليس اعتذارا، هذا ما أنا مدينة له به، بعض عبارات الامتنان.
Halaman tidak diketahui