Sirat Muluk Tabacina
سيرة الملوك التباعنة: في ثلاثين فصلا
Genre-genre
فما كان من سيف أرعد سوى اللجوء إلى الحيلة والمكائد للتخلص من الملك التبع ذو اليزن الذي عمت شهرته آفاق أفريقيا، فأرسل بأخلص وأجمل وأذكى جواريه «قمرية» محملة بسمها الزعاف لتقضي عليه.
إلا أن الجارية التي بهرت من روعة وحضور وفروسية الملك ذو اليزن، سرعان ما وقعت في حبه منذ أول لقاء، فأفضت إليه بخطتها باكية عند قدميه.
وهنا توطدت الصداقة بين الملك التبع الزاهد المنقطع لأبحاثه العلمية لإنشاء المشروعات المائية من سدود وخزانات هدفها الاخضرار وخير الناس، وبين الجارية الباهرة الجمال والذكاء التي جاءته لتقتله.
وكان المرض المفاجئ قد بدأ يغزو جسد الملك الكهل، دون أن يخلف وريثا لحكم التباعنة من بعده، فقرر الزواج من قمرية، ليخلف منها، وقبل فوات الأوان، وريثا لحمير، هو: «هيكل، وندعوه سيف»؛ مولد آخر التباعنة.
وفي أعماق القارة السوداء ولد «هيكل» أو سيف بن ذي يزن يتيما بعدما فارق والده الملك ذو اليزن الحياة، مفضيا لزوجته قمرية بوصيته التي موجزها أن تعتلي هي عرش التباعنة لحين اشتداد ساعد ولده الوحيد سيف (أو هيكل) لتسلم سلطاته. - ليحكم بالعدل بين الأقوام والقبائل.
وكذلك أوصى له الملك الوالد، بمخطوطاته ومدوناته وأبحاثه حول: كتاب النيل.
إلا أن مولد سيف صاحبه الكثير من المخاطر الهائلة التي أضرم لهيبها ملك الأحباش المتجبر سيف أرعد، ووزيره المعادي للعرب الساميين «سقرديون»، فما كان من الأم قمرية، إلا أن ربته في الخفاء بأحراش وغابات أحد البلدان الموالية سرا للعرب (من المرجح أن يكون السودان أو الصومال) وتدعى مملكة «أفراح».
ونما سيف بن ذي يزن بمنفاه يتيما مطاردا من سيف أرعد وعيونه الموجودة على طول الأقوام والبلدان الأفريقية، وفي الوقت نفسه بات سيف أرعد مرتعدا خائفا من مولده وعيشه المدهش في الخفاء:
ومولود يأتيك يملك أرضهم
ويبقى على جميع البرية حاكما
Halaman tidak diketahui