صاخب سرنديب الهند وأصفران الدربندي ومعقل البهلوان صاحب حصن تيزان والأمير عقيل أمير الثمائمائة فارس ومباشر وبشير وسار الجميع يتقدمون من بيروت في طريق صيدا وكان عددهم فوق 5٠00٠0٠ الفا تحت الراية العربية وقد أقام حاكيا على المديئة من أهلها وأوصاه أن يبقى سبع سنوات لا يجمع أموالا وأعشارا هن الأهالي وبعد السنين المذكورة يرسل بالأموال التي يجمعها إلى مكة المطهرة إلى أبيه إبراهيم وما ساروا إلا ساعات قليلة عن بيروت حتى لاحت لهم أسوار صيدا وتبينوها تماما فأمر الأمير أن تضرب عساكره الخيام على بعد ساعة من المدينة وكان بظنه أن الملك الدعاس يخرج لملاقاته فلم ير أحدا بل رأى أبواب المدينة مقفلة وما من رجل حوطا قط فتعجب وقال لا بد من أن هذا الملك يقصد الحصار على أن لا عساكر على الأسوار فقال له الأمير عمر اكتب كتابا لآخذه إلى هذا الملك وأنظر ما السبب الموجب لقيامه داخل البلد فأخذ حمزة قلي وقرطاسا وكتب كتابا يقول فيه :
( من الأمير حمزة بن إبراهيم فارس العرب ومبيد أهل الكفر إلى الملك الدعاس صاحب قطيعة صيدا ) .
و خرجت من بلاد كسرى لأجمع الأخرجة عن سبع سنين فأتيت حلب ولاقيت من صاحبها كل أنس فقبضت منه ما طلبت إليه دفعه وخرج عن طاعة كسرى ودخل في طاعتي وسرت إلى بلاد اليونان والرومان وأنطاكية وديار بكر وكل تلك المقاطعات فصادفت خيرا وتجاحا وجمعت الأموال عن سبع سنين سلفا وأدخلت البلاد في حوزتي ثم أتيت سوريا ونزلت على الملك كسروان وسآلته الطاعة فأبى فكان ذلك شرا ووبالا عليه فخسر نفسه وقتل ولا بد أن تكون بلغتك أخبارنا والآن أتينا مدينتك لنقبض منك الأموال عن سبع سنين وهذا لا بد منه ولا حلاص للك إلا بإجابة طلبنا وقبض المطلوب منك فتكؤن قد جاريت غيرك من الملوك ونظرت موضع النظر وإلا فاخرج لقتالنا ولا تختبىء داخل المديئة فإن مرادنا شرعة الرخيل عن هذه البلاد إما لنا وإما علينا ولا انتهى من كتابة هذا الكتاب سلمه إلى أخيه عمر وقال له خخذه إلى المدينة وارجع حالا بالجواب فأطلق ساقيه للهواء وبوقت قريب صار عند أبواب المدينة فطرق الباب وسأآل البواب أن يفتح له ليوصل التحرير إلى سيدهم فلما راه البواب وحده وشاهد ضعف جسمه فتح له الباب وبعد أن دخل قفل من خلفه فسار إلى أن وقف أمام الدعاس فدفع كتاب أخحيه إليه ولما قرأه . قال له ارجع إلى الأمير حمزة وأخخبره أن لست بطائع ولا عاص لا أدفع له الأموال ولا أجمع له الأخرجة ولا أخرج لقتاله ولا أجمع عساكري لنزاله وحربه بل قفلت أبواب المدينة وأقمت داخلها لا أفعل أمرأ إلى أن أرى من نفسي ما ينبغي أن أعمل وغير ذلك لا أجيب فارجع في الحال'. فرجع عمر إلى أخيه حمزة وأخبره بجواب الدعاس فتكدر وقال هل هذا الرجل مختل الشعور فإننى لا أرى .
إنسانا في الدنيا مثله لا يكون عدوا ولا صديقا ونحن نطلب إليه إما يقاتلنا وأما يدفع لنا
5
Halaman tidak diketahui