قاتله مع أننا نعلم أنه هو المعتدي ولم ينظر في صالح نفسه ولا وعى إلى ذاته بل قصد إنفاذ غاية كسرى فلاقى ما لاقى والآن قد جئنا نحن إليك طائعين راغبين في خدمتك كل العمر فاختر للمدينة حاكا غيرنا فإننا نحن مع ثلاثين ألفا من قومنا نكون في ركابك على الدوام نعيش وغوت بين يديك . ففرح الأمير حمزة بهذا الكلام وكاد يطير شعاعا لأنه كان يحب أن يكون بين رجاله جماعة من أهل تلك البلاد لأهبم فرسان بواسل كبار الأجسام شداد القلوب صبورين على الشدائد واحتمال الأهوال . ولذلك قال لما على الرحب والسعة فانى) تكونان مفضلين في قومي ويكون لكما المقام الأول كسادات العرب غير أني أريد منكما أن تجمعا الأخرجة عن سبع سنوات لأضمها إلى الأخرجة التي جمعتها من البلدان ومن ثم نسير عن هذه البلاد إلى غيرها فأجاب الجميع طلبه ووعدوه أنهم يجمعون الأموال بأكثر من المطلوب ويدفعوه إليه بأقرب وقت . ٠ وبعد أن صرفوا باقي النبار في صيوان الملك النعمان بين يدي الأمير حمزة ركبوا عائدين إلى المديئة وقد سألوه أن يقبل ضيافتهم مدة ثلاثة أيام مغ قومه الأعيان فأجاب دعوتهم ووعدهم أنه في الغد يسير إليهم وينزل ضيفا عليهم حبا بهم ففرحوا لذلك وودعوه وعادوا مسرورين بمصاحية الأمير فرحين بما لاقوأ منه وما منهم إلا من يطير قلبه شعاعا حبا ورغبة في صحبته لأهم وجدوه أنه على أعلى جانب من اللطف والبشر والإنس رقيق ا حاشية لطيف الجانب وحال وصوهم إلى المدينة أخذ بشير ومباشر في تدبير أمر الولائم بعد أن بعثا بالرسل إلى سائر الملحقات أن تبعث بالأموال عن مدة سبع سنين سلفا وأن تستدين من الرعايا فجرى ذلك بأقرب وقت وني صباح اليوم الثاني نزل الأمير حمزة إلى المدينة مع قومه ودخلوا إلى سرايا الحكومة وتفرجوا على البلد وتحصيناتها وأسواقها ومدارسها العامرة الزاهرة وبعد ذلك دخلوا دار الضيافة وأكلوا من الولائم التي أعدها بشير ومباشر ووقعت الالفة بين العرب وأهل المديئة وصرفوا مدة أيام على الهناء والراحة والسعة يسرحون ويمرحون ويلعبون إلى أن وردت الأموال المطلوبة للأمير فدفعت إليه على التمام فضمها إلى غيرها من الأموال ومن ثم أخذ أهل المديئة يدبرون أمر سفر عساكرهم وما يحتاجون إليه في رحلتهم مع الأمير من المؤن والعلوفات وصرفوا وقتا على أتم ما يرام وأخخيرا أمر الأمير عساكره أن تركب وتسير في طريق صيدا وقد سأل من هو الملك على تلك المديئة فقيل له إن عليها ملك عظيم الشأن اسمه الدعاس فقال وأي إله يعبد فقيل له يعبد الله سبحانه وتعالى ويكرم أنبيائه فقال لا بد أن نصادف في هذه المديئة نجاحا فلا نتأخر فيها لأن الملك الدعاس يكون قد بلغه ما حل بالملك كسروان فيختار السلام والأمان على حسران رجاله ونفسه .
وفي صباح ذات يوم نمض الأمير إلى جواده فركبه وسار بين يديه أخوه عمر العيار بجماعته العيارين وركب إلى جانبه الملك النعمان ملك العربان واندهوق بن سعدون ١
Halaman tidak diketahui