الفصل الثالث: في زهده وتركه الدنيا مع الغنى
إنه رحمه الله لما خيل له الاستغناء عن الناس ومشقة الأولاد، وما لا بأس به حذرا من ما به البأس، وعلم ما قال صلى الله عليه وآله وسلم: ((إن من الذنوب ما لا يكفرها إلا هم نفقة العيال))، وقال صلى الله عليه وآله وسلم: ((الوقوف مع العيال ساعة، والنظر إليهم أحب إلى الله من عبادة ألف سنة لا يعصى (الله) (1) فيها طرفة عين)) رواهما علي بن محمد، عن أبيه محمد الدباني، وفي قوله تعالى:{ إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم}[التغابن: 14] ذكر جار الله الزمخشري(2)، في كتاب: (الكشاف) أن النبي (ص) رأى الحسنين يعثران بأذيالهما، وهو يخطب الناس على المنبر، فنزل يرفعهما ويقبلهما، ويقول: صدق الله العظيم: {إن من أموالكم وأولادكم عدوا لكم}[التغابن: 14] وقيل: يكلفون على الكسب من هنا(3) وهنا. و[في](4) بعض التأويل: يؤتى بالرجل يوم القيامة فيقال: هذا أكل عياله حسناته، وقال بعض السلف: العيال سوس (الطاعة)(5) وكان السنة الثالثة ترجح للثلاث الحجج ببعض شيء من التجارة ليضربوا به في سبيل الله في الأرض فأمدهم الله بالرزق الكثير إبراهيم وراشد والخضر يتجروا فضربوا في التجارة سنينا بفقه وعلم وفهم وحزم.
Halaman 71