في الصدغ والشارب والعذار
زرافين أصداغه معاليق القلوب، كأن صدغه قرط من المسك على عارض البدر. وجهه عرس وصدغه مأتم، ووصل جنة وهجره جهنم. أصداغه قد أخذت شكل العقارب، وظلمت ظلم الأقارب. إن كانت عقرب صدغه تلسع، مترياق ريقه ينفع، كأن شاربه زئبر الخز الأخضر، وعذاره طراز المسك الأذفر، على الورد الأحمر، إذا تكلم تكشف حجاب الزمرد والعقيق، عن سمط الدر الأنيق، قد هم أرقم الشعر على شاربه، قد كادت يد الحسن تغلفه، كاد العذار ينقش فص وجهه، ويحرق فضة خده. طرز الجمال ديباجة وجهه، وأبان عذاره العذر في حبه. لعب الربيع بخده، وأنبت البنفسج في ورده. لما أحرقت بالشعر فضة خده، احترق سواد القلوب من حبه، كيف لا يخضر عارضه ومياه الحسن تسقيه.
وصف خروج اللحية وذمها
نسخ الشعر آية حسنه، ومحا محاسن وجهه. كسف الشعر هلاله، وأكسف باله، وأحال خياله، ومسح جماله، وانتقب بالديجور، بعد النور. دولة حسنه أعرضت، وأيامه قد انقضت استحال نور خده دجى، وزمرد خطه سبجا. أخمدت نار حسنه بعد الاتقاد. ولبس عارضاه ثوب الحداد. قد ذبل ورد خده، وتشوك زعفران خطه. فارقنا خشفا، ووافانا جلفا، فارقنا هلالًا وغزالا، وعاودنا نكالا.
نعت محاسن الجواري
هي روضة الحسن، وضرة الشمس، وبدر الأرض. هي من معاريض الفتن، وحبائل الشيطان. هي من وجهها في صباح شامس، ومن شعرها في
1 / 31