بسم الله الرحمن الرحيم
كتاب أحوال الإنسان
من لدن صغره نمائه، إلى كبره وانتهائه
في ذكر الصبية الصغار
صبية كالفراخ العشوش، وأولاد الخفافيش. صبية يسعهم قفيز. أولاد جلهم صبيان، أكابرهم أصاغر، كأنهم أفرخ زغب. صبيان كأنهم صئبان، وولدان كأنهم كيزان، قد أرضعته بلبانها، وحملته على لبانها. طفل قريب العهد، بالمهد.
في حسن مخايل المولود
شهدت له الفراسة رضيعا، أن لا يكون وضيعا. والمخايل فطيما، أن يكون سمحًا كريما، والشواهد صبيا، أن ينزل مكانًا عليا. والشمائل غلاما أن يكون قرمًا هماما.
في ذكر الغلام الأمرد ووصف محاسنه
زاد جماله، وأقمر هلاله. ترقرق في وجهه ماء الحسن. شادن فاتن، طرفه فاتر، ونظره ساحر. غلام تأخذه العين، ويقبله القلب فترتاح له الروح. تكاد العيون تأكله، والقلوب تشربه. جرى ماء الشباب في عوده فتمايل كالغصن، واستوفى أقسام الحسن. لبس ديباجة الملاحة. كأن البدر ركب على أزراره.
1 / 29