Memori Syuhada Ilmu dan Perantauan
ذكرى شهداء العلم والغربة
Genre-genre
ولد شهيد الهمة والإقدام فقيد الشبيبة المصرية علي حسن البكري في اليوم السابع والعشرين من شهر يوليو سنة 1899 بمدينة دمياط، وهو نجل صاحب العزة الوجيه حسن بك البكري نجل المرحوم نعمان بك البكري سر تجار مدينة دمياط. ونشأ في مهد العز والرفاهية، متحليا بالآداب العائلية العالية والأخلاق الفاضلة اللائقة بشرف بيته الكريم ونسبه الطاهر. (2-2) دراسته
شب الفقيد على حب الدرس والمذاكرة، وما كاد يبلغ السابعة من سني حياته حتى أدخله والده مدرسة الكتبي الأولية ثم مدرسة دمياط الأميرية، فكان لا يألو جهدا في مسابقة إخوانه والتفوق عليهم في الترتيب المدرسي حتى نال شهادة الدراسة الابتدائية سنة 1914م وكان في أوائل الناجحين. ثم سافر إلى الإسكندرية فالتحق بالمدرسة العباسية الثانوية، ثم انتقل طلاب تلك المدرسة أيام الحرب العامة بأمر وزارة المعارف إلى مدرسة طنطا الثانوية ومنها حصل على شهادة الكفاءة سنة 1916م، ولبث مستمرا على إتمام دراسته بها حتى حاز شهادة الدراسة الثانوية عام 1919م. وكان يميل إلى تلقي علم الطب ليخفف ويلات الإنسانية، ولكنه لم يوفق للالتحاق بمدرسة الطب المصرية للحالة الاستثنائية المتبعة في قبول الطلاب فيها، ولذلك عول على دخول مدرسة الهندسة مخالفا بذلك ميله الطبيعي لدراسة العلوم الطبية.
المرحوم علي حسن أفندي البكري من دمياط.
ولما سهل الله طريق السفر إلى بلاد أوروبا عاود الفقيد غرامه بدراسة الطب، واهتاجه للهجرة إلى ربوع العلم في بلاد الألمان تهافت الطلبة على السفر وعرض عليه الاشتغال بالتجارة ولكنه أصر على طلب العلم فلم يسع والده إلا تحقيق رغباته وإعداد ما يلزم لرحلته من مال ومتاع.
وقد أصيب - رحمه الله - بمرض عضال قبل سفره بأيام قلائل ، فخشي أن يتشبث والده بمنعه عن السفر ويتخذ من مرضه ذريعة لذلك، فتصنع العافية وجالد مرضه بصبر يدل على صدق عزيمته وقوة إرادته، ولم يعلم بمرضه غير طبيبه الذي كان يعوده ويقوم بمداواته.
وسافر الفقيد مودعا من أهله وأصدقائه، واستقل الباخرة حلوان ميما تريستا، وما كاد يصل نبأ وصوله وتنتهي الألسن من حمد الله على سلامته حتى جاء خبر النعي الذي أصم الآذان وروع القلوب وأذهل النفوس.
وما كاد يذاع الخبر في القاهرة حتى أقيم المأتم في منزل والده الأسيف بالمنيرة، وتوافد عظماء البلد إلى تعزيته. وجاء صاحب العزة محمود بك رسمي محافظ دمياط، وعدد كبير من أعيانها ووجهائها خصيصا لتقديم مراسم التعزية، وأنابت لجنة الوفد المركزية الأستاذ محمد بك يوسف المحامي لتخفيف وقع المصيبة على نفس ذلك الوالد المحزون. (2-3) حفلة تأبين الفقيد بمدينة دمياط
رأى أهالي مدينة دمياط تخفيفا لمصاب عائلة الفقيد وقياما بحق مواطنهم عليهم أن يقيموا حفلة رثاء عامة له برئاسة سعادة المحافظ، وحددوا لذلك يوم الجمعة 10 أبريل سنة 1920م بمسجد الأستاذ البدري، وما كاد يوافي الموعد المضروب حتى غص المسجد بأعيان البلد وكبار موظفيها وتجارها، وكان في مقدمتهم سعادة المحافظ وسعادة عبد السلام بك العلايلي عضو الجمعية التشريعية، وفضيلة القاضي الشرعي وغيرهم، وكانت صورة الفقيد مكبرة وموضوعة في صدر المكان.
وافتتحت الحفلة بتلاوة آي الذكر الحكيم، وكان الجميع كأن على رءوسهم الطير من الخشوع لجلال الحزن ورهبة الموت. ثم نهض الطالب الذكي محمد أفندي إسماعيل خفاجي، فألقى كلمة أفاض فيها القول على همة أولئك الشبان وإقدامهم ومحبتهم للعلم، وترحم عليهم. ثم تلاه الأستاذ محمد بك يوسف المحامي والعضو بلجنة الوفد المركزية، فارتجل خطابا مؤثرا أبن فيه الفقيد وأظهر فداحة مصاب مصر في أبنائها الشهداء. وقام بعده الأديب عزيز أفندي يوسف فنسج على منواله، ثم تلاه الكاتب الشاعر الأديب عباس أفندي شوشة فألقى هذه الخطبة الشائقة:
مراثي الشعراء والكتاب في حفلة تأبين المرحوم علي حسن بكري
Halaman tidak diketahui