يجول بآفاق البلاد مغربا ... وتسحقه ريح الصبا كل مسحق
وقد ركدت وسط السماء نجومها ... ركود نوادي الربرب المتورق
وقد أغتدي قبل العطاس بهيكل ... شديد مشك الجنب فعم المنطق
بعثنا ربيا قبل اك مخملا ... كذئب الغضا يمشي الضراء ويتقي
فظل كمثل الخشف يرفع رأسه ... وسائره مثل التراب المدقق
وجاء خفيا يسفن الأرض بطنه ... ترى الترب منه لاصقا كل ملصق
وقال ألا هذا صوار وعانة ... وخيط نعام يرتعي متفرق
فقمنا بأشلاء اللجغام ولم نقد ... إلى غصن بان ناضر لم يحرق
نزاوله حتى حملنا غلامنا ... على ظهر ساط كالصليف المعرق
كأن غلامي إذ علا حال متنه ... على ظهر باز في السماء محلق
رأى أرنبا فانقض يهوي أمامه ... إليها وجلاها بطرف ملقلق
Halaman 54