ونفسي سوف يسلبنني وجرمي ... فيلحقني وشيكا بالتراب
ألم انض المطي بكل خرق ... أمق الطول لماع السراب
واركب في اللهام المجر حتى ... أنال مآكل القحم الرغاب
وقد طوفت في الآفاق حتى ... رضيت من الغنيمة بالإياب
أبعد الحارث الملك ابن عمرو ... وبعد الخير حجر ذي القباب
ارجي من صروف الدهر لينا ... ولم تغفل عن الصم الهضاب
واعلم أنني عما قليل ... سأنشب في شبا ظفر وناب
كما لاقى أبي حجر وجدي ... ولا أنسى قتيلا بالكلاب
وقال فيها أيضا (من البسيط) :
قد أشهد الغارة الشعواء تحملني ... جرداء معروقة اللحيين سرحوب
كان صاحبها إذ قام يلجمها ... مغد على بكرة زوراء منصوب
إذا تبصرها الرؤون مقبلة ... لاحت لهم غرة منها وتجبيب
وقافها ضرم وجريها جذم ... ولحمها زيم والبطن مقبوب
واليد سابحة والرجل ضارحة ... والعين قادحة والمتن ملحوب
والماء منهمر والشد منحدر ... والقصب مضطمر واللون غربيب
كأنها حين فاض الماء واحتفلت ... صقعاء لاح لها في المرقب الذيب
Halaman 37