ألا إن بعد العدم للمرء قنوة ... وبعد المشيب طول عمر وملبسا
قال: فلما صار إلى بلدة من بلاد الروم تدعى أنقرة احتضر بها فقال (من مجزوء الكامل) :
رب طنعة مثعنجره ... وجفنة متحيره
وقصيدة متخيره ... تبقى غدا في أنقره
ورأى قبر امرأة من أبناء الملوك ماتت هناك فدفنت في سفح جبل يقال له عسيب فسأل عنها فأخبر بقصتها فقال (من الطويل) :
أجارتنا إن المزار قريب ... وإني مقيم ما أقام عسيب
أجارتنا إن غريبان ههنا ... وكل غريب للغريب نسيب
ثم مات فدفن إلى جنب المرأة فقبره هناك. ويروى أيضا عند وفاته قوله (من الوافر) :
ألا أبلغ بني حجر بن عمرو ... وأبلغ ذلك الحي الحديدا
بأني قد هلكت بأرض قوم ... سحيقا من دياركم بعيدا
ولو أني هلكت بأرض قومي ... لقلت الموت حق لا خلودا
أعالج ملك قيصر كل يوم ... وأجدر بالمنية أن تقودا
بأرض الشأم لا نسب قريب ... ولا شاف فيسند أو يعودا
ولو وافقتهن على أسيس ... وحافة إذ وردن بنا ورودا
Halaman 34