فبينا تمارينا وعقد عذاره ... خرجن علينا كالجمان المثقب
واقبل يهوي ثانيا من عنانه ... يمر كمر الرائح المتحلب
ترى الفأر عن مسترغب القدر لائحا ... على جدد الصحراء من شد ملهب
خفا الفأر من انفاقه فكأنما ... تجلله شؤبوب غيث منقب
فظل لثيران الصريم غماغم ... يداعسهن بالنضي المعلب
فهاو على حر الجبين ومتق ... بمدراته كأنها ذلق مشعب
فعادى عداء بين ثور ونعجة ... وتيس شبوب كالهشيمة قرهب
فقلنا ألا قد كان صيد لقانص ... فخبوا علينا فضل برد مطنب
فظل الأكف يختلفن بحانذ ... إلى جؤجؤ مثل المداك المخضب
كأن عيون الوحش حول خبائنا ... وارحلنا الجزع الذي لم يثقب
ورحنا كأنا من جواثا عشية ... نعالي النعاج بين عدل ومحقب
وراح كشاة الربل ينغض رأسه ... أذاة به من صائك متحلب
وراح يباري في الجناب قلوصنا ... عزيزا علينا كالحباب المسيب
فلما فرغ منها فضلته أم جندب على امرئ القيس. فقال لها: بما فضلته علي. فقالت: فرس ابن عبدة أجود من فرسك. قال: وبماذا. قالت: سمعتك زجرت وضربت وحركت وهو قولك:
وللساق ألهوب وللسوط درة ... وللزجر منه وقع أهوج منعب
أدرك فرس علقمة ثانيا من عنانه وهو قوله:
فأقبل يهوي ثانيا من عنانه ... يمر كمر الرائح المتحلب
فغضب امرؤ القيس على أم جندب وطلقها. وقيل أن علقمة خلف عليها بعد ذلك فسمي علقمة الفحل. ثم خرج امرؤ القيس من عند طي فنزل بعامر بن جوين واتخذ عنده
Halaman 29