فظل لنا يوم لذيذ بنعمة ... فقل في مقيل نحسه متغيب
كأن عيون الوحش حول خبائنا ... وارحلنا الجزع الذي لم يثقب
نمش بأعراف الجياد أكفنا ... إذا نحن قمنا عن شواء مضهب
إلى أن تروحنا بلا متعتب ... عليه كسيد الردهة المتاوب
ورحنا كأنا من جواثا عشية ... نعالي النعاج بين عدل ومحقب
وراح كتيس الربل ينفض رأسه ... أذاة به من صائك متحلب
حبيب إلى الأصحاب غير ملعن ... يفدونه بالأمهات وبالأب
فيوما على بقع دقاق صدوره ... ويوما على سفع المدامع ربرب
كأن دماء الهاديات بنحره ... عصارة حناء بشيب مخضب
وأنت إذا استدبرته سد فرجه ... بضاف فويق الأرض ليس بأصهب
ثم قال علقمة في القافية والروى قصيدته التي مطلعها (من الطويل) :
ذهبت من الهجران في غير مذهب ... ولم يك حقا كل هذا التجنب
إلى أن قال في وصف الناقة والفرس معارضا لامرؤ القيس:
Halaman 27