185

Kitab Shifa Uwam

كتاب شفاء الأوام

Genre-genre

قلنا: قوله حتى إذا طلع الفجر ليس من كلام النبي صلى الله عليه وآله وسلم وإنما هو قول الراوي، ويجوز أن يكون غلب على ظنه أن الفجر لم يكن قد طلع في الحال الذي أمره رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالأذان فيها، والحال أنه قد طلع الفجر فأخبر على ما ظنه، ويحتمل أن يريد بقوله حتى إذا طلع الفجر يعني انتشر الفجر وانشكف الظلام، واحتجوا بخبر وهو ما روي عن سعيد القرظي أنه قال: أذنا في زمن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بقباء وفي زمن عمر بالمدينة، فكان أذاننا للصبح في وقت واحد في الشتاء لسبع بقي من الليل، وفي الصيف لنصف سبع يعني من الليل، وجوابنا أن ليس الخبر أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم علم بذلك وأقرهم فلا حجة لهم في ذلك وكذلك عمر، يبين ذلك ما روي عن عمر أن مؤذنا يقال له مسروح أذن قبل الفجر فغضب عمر وأمر أن ينادى أن مسروحا وهم.

فصل في مبدأ الأذان

روت الفقهاء خبرا وهو أن رسول الله هم بالبوق والناقوس ثم كره ذلك لمكان اليهود والنصارى فجاء عبدالله بن زيد الأنصاري، وقال: رأيت رجلا عليه ثوبان أخضران يحمل ناقوسا، فقلت: أتبيع الناقوس؟ قال: وما تفعل به؟ قلت: ننادي به للصلاة. قال: هل أدلك على خير من ذلك، ثم قال: الله أكبر إلى آخره، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأخبرته، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم علمه بلالا فإنه أندأ منك صوتا ينادي به، فجاء عمر يجر ثوبا، وقال: رأيت مثلما رأى، قال: الحمدلله، فلذلك أثبت، والذي عند علمائنا وأئمتنا عليهم السلام أن هذه الرواية غير صحيحة؛ لأن الأذان شرع، والشرع لا ينبني على رؤيا، وقد قال الله تعالى في رسوله صلى الله عليه وآله وسلم: {وما ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى}[النجم:4-5].

(خبر) وروى الباقر محمد بن علي السجاد بن الحسين السبط بن علي الوصي، والقاسم بن إبراهيم، والهادي إلى الحق يحيى بن الحسين الحافظ، والناصر للحق الحسن بن علي عليهم السلام أن الله تعالى علم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليلة أسري به ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى أمر الله تعالى ملكا من ملائكته فعلمه الأذان.

Halaman 186