252

Tabiiyat dari Kitab Al-Shifa

الطبيعيات من كتاب الشفاء

Genre-genre

عليه المتحرك حوله ، فقد تتحدد له جهات أخرى. وذلك لأنه إذا فرضت فى طول حركته لا فى عرضها الذي هى بين قطبيه ثلاث نقط ، وكانت الوسطى تنحو إحداهما وتتباعد (1) عن الأخرى ، وتكون الجهة التي كان (2) فيها الوسطى بالقياس إلى الأفق الذي (3) هذه النقطة (4) طالعة (5) عليها (6)، هى جهة عنها ابتداء الحركة بالطبع ، ومقابلها مقابل هذه الجهة ، فتتحدد هناك جهة مشرق وجهة مغرب ، وكذلك (7) تتحدد هناك جهة تلى خط الزوال وجهة تلى ما تحت الأرض ، فتكون الجهة التي تلى خط الزوال (8) هى التي (9) إليها الحركة الآخذة فى الارتفاع ، وتلك غاياتها ، لأنها تكون هناك أقرب ما يكون من المطلوع عليه ، ثم تأخذ فى مفارقته قليلا قليلا والبعد عنه إلا أن تغرب (10) عنه. والغاية التي إليها يتوجه المتحرك هو القدام ، وما يقابله هو (11) الخلف ، فخط الزوال بالقياس إلى الحركة الشارقة الطالعة قدام ، وما يقابله (12) خلف. ولما كانت جهة المشرق الجهة التي عنها مبدأ الحركة ، فأولى ما يشبه بها (13) من جهات (14) الحيوان اليمين ، فيكون المغرب هو اليسار وبقى القطبان يحددان البعد الذي هو غير البعد المحدد بالقدام والخلف الذي هو أولى بأن يكون عمقا ، وغير البعد المحدد باليمين واليسار الذي هو أولى أن (15) يكون عرضا ، فليس له إلا أن يكون بعد الطول. وأولى القطبين بأن يكون على جهة المقايسة علوا هو الجنوبى فى الحركة الفلكية الأولى ، والشمالى فى الحركة الثانية ، فإنا لو (16) توهمنا إنسانا يتحرك على نفسه مستديرا ، وتنبعث حركته من يمينه ، لكان يكون قدامه ما يلى وجهه وهو ما بين يمينه ويساره وذلك عند (17) خط الزوال ، وخلفه ما يلى يظهره. وإذا (18) أطبقنا (19) بين يمينه وجهة المشرق ، وبين يساره وجهة المغرب وبين وجهه وجهة خط الزوال ، انطبق رأسه مع القطب الجنوبى لا غير. ولو دار على نفسه مثل دور السماء ، لكان الرأس يلزم الجنوبى والوجه يلزم وسط السماء ، وحيث (20) اليمين يلزم المشرق (21). إلا أن يكون أحد القطبين علوا والآخر سفلا ، ليس لاختلاف البته فى أمر القطبين ، بل بالمقايسة الصرفة إلى الحيوان ، بعد أن تتحدد جهات لأمور (22) أخرى فتختلف (23) حال القطبين حينئذ بالقياس إلى تلك الجهات. وأما (24) كون المشرق يمينا ، فهو لأمر فى الحركة مقيسة إلى

Halaman 256