خزانتى المصورة والذاكرة ودائمة العرض للصور مبتدية من صورة محسوسة أو مذكورة منتقلة منها إلى ضد أو ند أو شىء هو منه بسبب، وهذه طبيعتها، وأما اختصاص انتقالها من الشىء إلى ضده دون نده أو نده دون ضده فيكون لذلك أسباب جزئية لا تحصى، وبالجملة يجب أن يكون أصل السبب فى ذلك أن النفس إذا جمعت بين مراعاة المعانى والصور انتقلت من المعنى إلى الصورة التى هى أقرب إليه إما مطلقا وإما لاتفاق قرب عهد مشاهدته لتألفهما فى حس أو فى وهم، وانتقلت كذلك من الصورة إلى المعنى، ويكون السبب الأول الذى يخصص صورة دون صورة ومعنى دون معنى أمرا قد ورد عليه من الحس خصصه به أو من العقل أو الوهم فخصصه به أو لأمر سماوى، فلما تخصص بذلك صار استمراره وانتقاله متخصصا لتخصيص المبدأين ولأجل أحوال تقارن فى العادة ولقرب العهد بيعض الصور والمعانى، وقد يكون ذلك لأحوال أيضا سماوية، وقد يكون لطوالع من العقل والحس بعد التخصيص الأول تضاف إليه،
Halaman 175