وليس أحد من الناس لا نصيب له من أمر الرؤيا ومن حال الإدراكات التى تكون فى اليقظة، فإن الخواطر التى تقع دفعة فى النفس إنما يكون سببها اتصالات ما لا تشعر بها ولا بما يتصل بها لا قبلها ولا بعدها، فتنتقل النفس منها إلى شىء آخر غير ما كان عليه مجراها، وقد يكون ذلك من كل جنس، فيكون من المعقولات ويكون من الإنذارات ويكون شعرا ويكون غير ذلك بحسب الاستعداد والعادة والخلق، وهذه الخواطر تكون لأسباب تعن للنفس مسارقة فى أكثر الأمر وتكون كالتلويحات المستلبة التى لا تتقرر فتذكر إلا أن تبادر إليها النفس بالضبط الفاضل، ويكون أكثر ما تفعله أن تشغل التخيل بجنس غير مناسب لما كان فيه، ومن شأن هذه القوة المتخيلة أن تكون دائمة الإكباب على
Halaman 174