93

Syaitan Berbicara

الشيطان يعظ

Genre-genre

فقالت بلهجة آمرة: كلها بقشرتها.

الظاهر أن الوصايا ستمتد إلى التفاح أيضا! صدع بالأمر صامتا، فسألته: ما رأيك في زيارة ماما بعد العصر؟

فقال بسرور خفي: ليكن ذلك غدا؛ إذ إني دعوت عبد الباري ووهدان وعدلي إلى فنجان شاي مساء اليوم.

4

سر بوجودهم حوله في الشرفة سرورا لا مزيد عليه. جالستهم فتحية وحثتهم على تناول الشاي والحلوى. إنهم أبناء شارع واحد وذكريات كثيرة مشتركة، ومطلعون أيضا على دخائل أسرهم لدرجة لا يستهان بها. حتى المرحوم يسري أحمد فرضت ذكراه نفسها في سهو الحديث فمر على لسان فتحية مرورا عاديا، فارتاح لبيب وأيقن أن الماضي قد مات تماما. في أثناء الحديث قام وهدان المتجلي ليصلي العشاء في ميعادها كعادته فتوجس لبيب خيفة مجهولة. لقد امتنع عن التردد اليومي على الفردوس كيلا يهجرها وحدها عقب نهار مرهق، ولكنه بيت أن يسألها السماح بسهرة أسبوعية. وكالعادة شاع في المجلس الشكوى من الحياة اليومية، غلو الأسعار، المواصلات، التليفونات، المجاري، حتى تساءلت فتحية: ماذا تتوقعون من دولة كافرة؟

فتساءل عبد الباري خليل: هل الإيمان يجفف المياه الطافحة؟

فقالت بابتسامة متحدية: اسخر كما ينبغي لماركسي أن يسخر.

كره لبيب انعطاف الحديث إلى منعطف متفجر، ولكنه لم يدر كيف يسكت عبد الباري الذي قال: أسعد شعوب الأرض تعيش في كنف دول ملحدة.

فقالت فتحية بقوة لم تبلغ الحدة إكراما لآداب الضيافة: الإنسان بغير الله أتفه من ذرة غبار، ماذا نعرف عن هذه الشعوب؟ لا شيء في الواقع ما دامت محرومة من التعبير الصادق عن قلوبها الخاوية.

فقال عبد الباري: للبطولة والنبل ثمن. - أي بطولة وأي نبل؟ حتى المؤمنون يهبطون أحيانا إلى النفاق فيفقدون الأمل في البطولة والنبل، فما بالك بالضائعين؟

Halaman tidak diketahui