176

Terbitan Matahari atas Alfiyah

شرح طلعة الشمس على الألفية

Genre-genre

النوع الثاني: حقيقة عرفية، وهي ما إذا استعمل أهل العربية شيئا من الألفاظ في غير ما وضع له لغة، ثم يغلب استعماله عليه حتى يكون هو المتبادر عند الإطلاق، كالدابة مثلا فإنها في أصل الوضع لكل ما يدب على الأرض كما في قوله تعالى: { وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها }، ثم غلب عليها، ولا يتبادر عند الإطلاق منها إلا ذلك كالغائظ فإنه في الأصل للمكان المنخفض، ثم نقله العرف إلى زبل مخصوص، وكالحائض فإنه في الأصل لكل فائض، يقال حاض الوادي إذا فاض، ثم نقل إلى فيض الدم المخصوص، وقد يكون العرف خاصا بقوم دون آخرين فيسمى اصطلاحا، وعرفا خاصا، وذلك كالفعل فإنه في اصطلاح أهل النحو اسم لنحو: ضرب وأخبر وأضرب، وهو عرف خاص بهم؛ لأنه في أصل الوضع اسم للحدث مطلقا وكذلك أيضا في عرف العامة، وكالفاعل والمفعول، والتمييز، والحال، والظرف، وغير ذلك فإن لأهل النحو في كل واحد من هذه الأشياء استعمالا مخصوصا لا يتبادر من إطلاقه فيما بينهم غيره، فهو حقيقة، عرفية، في حقهم وتسمى اصطلاحية أيضا، فإن أرادوا به غيره قيدوه بالإضافة فهي حقيقة في عرفهم لكنها خاصة بهم.

Halaman 195