175

Terbitan Matahari atas Alfiyah

شرح طلعة الشمس على الألفية

Genre-genre

ثم إنه أخذ في تعريف الحقيقة وبيان ماهيتها فقال:

إن لفظ استعمل في موضوعه ... فهو حقيقة على تنويعه

لأنه إما بوضع الشرع ... أو عرفهم أو لغوي الوضع

الحقيقة هي اللفظ المستعمل فيما وضع له شرعا أو عرفا أو لغة، فخرج بالمستعمل اللفظ قبل الاستعمال، فإنه لا يسمي حقيقة ولا مجازا، وخرج بالمستعمل فيما وضع له لعلاقة بقرينة، فانطبق الحد على المحدود، وباقي التعريف إنما هو توضيح فقط، وفيه إشارة إلى أن الحقيقة تنقسم إلى ثلاثة أقسام.

أحدهما: الحقيقة الشرعية، وهي لفظ استعمله الشارع في معنى من المعاني، وغلب عليه، سواء كان له معنى في أصل الوضع فنقله عنه إلى معنى ثان، أولم يكن له معنى في الأصل مثلا وذلك كالوضوء فإنه في أصل وضعه إنما هو للنظافة مطلقا، ثم استعمله الشارع في غسل الأعضاء المخصوصة على الوجه المخصوص، وكالصلاة فإنها في أصل وضعها للدعاء، ثم استعملها الشارع في العبادة المشتملة على الأذكار، والأفعال على الوجه المخصوص، وكذلك الزكاة والصيام ، والحج، ونحوها، فهذه الأشياء استعملها الشارع في معان غير ما وضعت له فصارت لا يتبادر منها عند الإطلاق إلا ما استعملها فيه الشارع، فهي حقيقة، شرعية.

Halaman 194