218

Sharh Sunan Abi Dawud

شرح سنن أبي داود

Editor

أبو المنذر خالد بن إبراهيم المصري

Penerbit

مكتبة الرشد

Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤٢٠ هـ -١٩٩٩ م

Lokasi Penerbit

الرياض

Genre-genre

Perbualan
Sejarah
وموصوف كل واحد من الطوافين والطوافات محذوف، أقيمت الصفة
مقام موصوفها، ويقدر ذلك بحسب ما يليق له، مثل ما يقال: خدمٌ
طوافون، وحيوانات طوافات، وقد قال الله تعالى: (طوافُون عليكم
بعْضُكُمْ على بعْض) (١) يعني المماليك والخدم الذين لا يُقْدر على
التحفظ منهم غالبا، ويروى: " والطوافات " بواو العطف كما وقع
هاهنا، ويروى بأو التي للشك وغيره، وروي الوجهان عن مالك- رحمه
الله-، واحتج بذلك أبو يوسف من أصحابنا على أن سؤر الهر طاهر
غير مكروه، وبه قال الشافعي ومالك وأحمد، وقال أبو حنيفة ومحمد:
طاهر مكروه، واحتجا بقوله- ﵇: " السنور سبُع " رواه
الحاكم في " مستدركه " من حديث عيسى بن المسيب، ثنا أبو زرعة، عن
أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: " السنور سبُع ". قال الحاكم:
حديث صحيح ولم يخرجاه (٢) .
ورواه أيضًا الدارقطني في " سننه " في حديث طويل آخره: " السّنّورُ
سبُع "، ثم أخرجه مختصرًا من جهة وكيع ومحمد بن ربيعة كلاهما عن
عيسى بن المسيب (٣)، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله
﵇: " السنور سبُع " وقال وكيع: " الهر سبُع " (٤) .
ووجه الاستدلال: أن المراد منه بيان الحكم لا بيان الخلقة؛ لأنه- عليه
السلام- مبعوث لبيان الأحكام والشرائع، لا لبيان الحقائق، فيكون
حكم الهر كحكم السباع في النجاسة، ولكن النجاسة سقطت بعلة
الطّوْف، فانتفت النجاسة، وبقيت الكراهة عملًا بالحديثين. وقال بعض
أصحابنا: إن حديث الطوْف محمول على ما قبل التحريم فح (٥) يكون
هذا الحديث منسوخا، فلم يبق العمل إلا بالحديث الثاني. وحديث
الطوْف أخرجه الترمذي والنسائي وابن ماجه. وقال الترمذي: هذا

(١) سورة النور: (٥٨) . (٢) (١/١٨٣) .
(٣) في الأصل: " سعيد بن المسيب " خطا (٤) سنن الدارقطني (١/٦٣) .
(٥) أي: " فحينئذٍ ".

1 / 221