284

Syarh Nahjul Balaghah

شرح نهج البلاغة

Editor

محمد عبد الكريم النمري

Penerbit

دار الكتب العلمية

Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

1418 AH

Lokasi Penerbit

بيروت

وقال القطب الراوندي : قوله : فما عدا مما بدا ، له معنيان ، أحدهما : ما الذي منعك مما كان قد بدا منك من البيعة قبل هذه الحالة ؟ والثاني : ما الذي عاقك ؟ ويكون المفعول الثاني لعدا محذوفا ، يدل عليه الكلام ، أي ما عداك ! يريد ما شغلك وما منعك مما كان بدا لك من نصرتي ! من البدا الذي يبدو للإنسان . ولقائل أن يقول : ليس في الوجه الثاني زيادة على الوجه الأول إلا زيادة فاسدة ، أما أنه ليس فيه زيادة ، فلأنه فسر في الوجه الأول عدا بمعنى منع ، ثم فسره في الوجه الثاني بمعنى عاق ، وفسر عاق بمنع وشغل ، فصار عدا في الوجه الثاني مثل عدا في الوجه الأول . وقوله : مما كان بدا منك ، فسره في الأول والثاني بتفسير واحد ، فلم يبق بين الوجهين تفاوت . وأما الزيادة الفاسدة فظنه أن عدا يتعدى إلى مفعولين ، وأنه قد حذف الثاني ، وهذا غير صحيح ، لأن عدا ليس من الأفعال التي تتعدى إلى مفعولين بإجماع النحاة ، ومن العجب تفسيره المفعول الثاني المحذوف على زعمه بقوله : أي ما عداك ، وهذا المفعول المحذوف ههنا هو مفعول عدا الذي لا مفعول لها غيره ، فلا يجوز أن يقال إنه أول ولا ثان .

ثم حكى القطب الراوندي حكاية معناها أن صفية بنت عبد المطلب أعتقت عبدا ، ثم ماتت ، ثم مات العبيد ولم يخلفوا وارثا إلا مواليهم ، وطلب علي عليه السلام ميراث العبيد بحق التعصب ، وطلبه الزبير بحق الإرث من أمه . وتحاكما إلى عمر ، فقضى عمر بالميراث للزبير .

قال القطب الراوندي رحمه الله تعالى ، حكاية عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال : هذا خلاف الشرع ، لأن ولاء معتق المرأة - إذا كانت ميتة - يكون لعصبتها ، وهم العاقلة ، لا لأولادها .

قلت : هذه المسألة مختلف فيها بين الإمامية ، فأبو عبد الله بن النعمان المعروف بالمفيد ، يقول : إن الولاء لولدها ، ولا يصحح هذا الخبر ، ويطعن في راويه ؛ وغيره من فقهاء الإمامية كأبي جعفر الطوسي ومن قال بقوله يذهبون إلى أن الولاء لعصبتها لا لولدها ، ويصححون الخبر ، ويزعمون أن أمير المؤمنين عليه السلام سكت ولم ينازع ، على قاعدته في التقية ، واستعمال المجاملة مع القوم .

فأما مذاهب الفقهاء غير الإمامية فإنها متفقة على أن الولاء للولد لا للعصبة ، كما هو قول المفيد رحمه الله تعالى .

وروى جعفر بن محمد الصادق ، عن أبيه عن جده عليه السلام ، قال : سألت ابن عباس رضي الله عنه عن ذلك ، فقال : إني قد أتيت الزبير ، فقلت له ، فقال : قل له : إني أريد ما تريد - كأنه يقول : الملك - لم يزدني على ذلك . فرجعت إلى علي عليه السلام فأخبرته .

وروى محمد بن إسحاق والكلبي ، عن ابن عباس رضي الله عنه ، قال : قلت الكلمة للزبير فلم يزدني على أن قال : قل له : إنا الخوف الشديد لنطمع .

Halaman 98