170

Syarh Nahjul Balaghah

شرح نهج البلاغة

Editor

محمد عبد الكريم النمري

Penerbit

دار الكتب العلمية

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

1418 AH

Lokasi Penerbit

بيروت

ومن كلامه : الحاسد مغتاظ على من لا ذنب له ، بخيل بما لا يملكه .

ومن كلامه : لا راحة لحاسد ، ولا حياة لحريص .

ومن كلامه : الميت يقل الحسد له ، ويكثر الكذب عليه .

ومن كلامه : ما ذل قوم حتى ضعفوا ، وما ضعفوا حتى تفرقوا ، وما تفرقوا حتى اختلفوا ، وما اختلفوا حتى تباغضوا ، وما تباغضوا حتى تحاسدوا ، وما تحاسدوا حتى استأثر بعضهم على بعض ، وقال الشاعر :

إن يحسدوني فإني غير لائمهم . . . قبلي من الناس أهل الفضل قد حسدوا

فدام لي ولهم ما بي وما بهم . . . ومات أكثرنا غيظا بما يجد

ومن كلامهم : ما خلا جسد عن حسد .

وحد الحسد هو أن تغتاظ مما رزقه غيرك ، وتود أنه زال عنه وصار إليك . والغبطة : ألا تغتاظ ولا تود زواله عنه ، وإنما تود أن ترزق مثله ، وليست الغبطة بمذمومة ، وقال الشاعر :

حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه . . . فالكل أعداء له خصوم

كضرائر الحسناء قلن لوجههاحسدا وبغيا إنه لدميم

الأمر بالصبر وانتطار الفرج

واعلم أنه عليه السلام بعد أن نهى عن الحسد أمر الصبر وانتظار الفرج من الله ، إما بموت مريح ، أو بظفر بالمطلوب .

والصبر من المقامات الشريفة ، وقد وردت فيه آثار كثيرة ، وروى عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم : ' إن الصبر نصف الإيمان ، واليقين الإيمان كله ' .

وقالت عائشة : لو كان الصبر رجلا لكان كريما .

وقال علي عليه السلام : الصبر إما صبر على المصيبة ، أو على الطاعة ، أو على المعصية ، وهذا القسم الثالث أعلى درجة من القسمين الأولين .

وقال علي عليه السلام : الحياء زينة ، والتقوى كرم ، وخير المراكب مركب الصبر .

وعنه عليه السلام : القناعة سيف لا ينبو ، والصبر مطية لا تكبو ، وأفضل العدة الصبر مع الشدة .

قال الحسن عليه السلام : جربنا وجرب المجربون ، فلم نرشيئا أنفع وجدانا ، ولا أضر فقدانا من الصبر ، تداوى به الأمور ، ولا يداوى هو بغيره ، وقال سعيد بن حميد الكاتب :

Halaman 190